الأحد، 19 يوليو 2020

من قال ... بقلم / رحيق عبد الله


ووريقةٍ فوقَ الغصونِ مصونةٌ
والريحُ تغري بالسقوطِ فتطَرَبُ

وتقصّ من أخبارِ رحلتِها لها
كيفَ الشروقُ هناك، كيف المغربُ؟

حتى إذا امتلأت وفاضَ حنينُها
قالت: خذيني- يا رياحُ- ونهربُ

نحو التلالِ الخضرِ نحو سهولِها
ولموجِ هاتيك البحارِ سأركبُ

سأمتّعُ الروحَ السجينةَ إنّني
قد ضقتُ ذرعًا بالغصونِ سأذهبُ

وأتت تناصحُها الغصونُ لتنثني
:إنّ الوريقةَ - يا رياحُ -ستعطبُ

أبتِ النصيحةَ من صميمِ عنادها
وهوت لتلقى ما يسرُّ ويعجبُ

مرّت على تلكَ التلالِ وسهلِها
عبرت على الأنهارِ منها تشربُ

تركت على الشطآن بعض رسومِها
وتجولُ تضربُ في الترابِ وتلعبُ

ورأت هناكَ الشمسَ كيفَ شروقُها
وتسيرُ في فلك السماءِ فتغربُ

فأتى عليها الليلُ وهي وحيدةٌ
:إنّ الدروبَ بلا صديقٍ تتعبُ

وأوت إلى جذعٍ غريبٍ تحتمي
والليلُ يوحشُ بالظلامِ ويرعبُ

:من قالَ إنّ الأرضَ تشبُهُ بعضَها
أينَ التشابُهُ يا دعيُّ أتكذبُ؟!

: ماكان هذا الجذعِ مثلَ شُجيرتي
فالدفءُ معدومٌ لديه ويُصعبُ

همّت تحادثُه لتكسبَ ودَّه
لكنّه صعب التعايشِ يغضبُ

:أين الغصونُ الحانياتُ عليّ من
وهجِ الرياحِ، وأينَ منها المطلبُ؟

ومضت تسيرُ بلا دليلٍ كلما
هبّت رياحُ المشرقين تُقلّبُ

:يا ليتَ أيامَ الغصونِ تعودُ لي
روحي تحنُّ إلى الأمانِ وترغبُ

أمّا وقد نصحوك أهلُ درايةٍ
فأبيتَ، حتمًا للحتوف ستصحبُ

/من لم يصّدقْ ناصحوه وينثني
/خاضَ الدروبَ المهلكاتِ يجربُ
..................................
بقلم :
رحيق عبد الله / اليمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق