الثلاثاء، 14 يوليو 2020

إذهبي ياقصيدتي إليها ... بقلم / أسامة الدعمي


ماذا أقولْ عنكِ ... وعن ماذا سأتحدث ؟!

يـــا حبيبتي ..............................

تخيلتُ السماء ، بلا شمسٍ ولا قمر ..
تخيلتُ الريح ، بلا عُشب ولا شَجَر ..
تخيلتُ الأرض ، بلا مخلوقاتٍ ولا مطر ..

تخيلتُ ، وتخيلتُ ، وتخيلتْ ...

ثم رأيتُكِ تندفعين ويدكِ ، ممدودةٌ من بدنُكِ ..!
كما لو إنكِ تُغادرين الأرض ،
وتُريدين خَبَّرَ اَلرِّيح
خَلف الجبال ، في مكانٍ ما
من البعيد ،
كان هُنالك البَحْر ، ، ، لكننا لم نَراه ..!

وَفَكَّرْتُ ، كل شيء تَعَيَّنَ أن يكُون هَكذا ،
زُرقة السماء العميقة ،
وظِلالنا الأرجوانية على الثلج ...

وقلتُ في نفسي ،
وأنا الوحيد بعد الله الذي يعرفُ ما هي
يا حبيبتي ثمَّة أمورٌ تجري هنا ،
عليّ أنْ أرويها ، ومِن ثَمَّ سأقول لماذا ...

تحت شجرةِ الكالتوس يوجدُ مقعدُ حديقةٍ قديم ،
وعلى العشبِ هناك ساحة كرةُ قدمٍ قديمة ..
من جهة المنزلِ تَصْدرُ أصواتٌ قديمة ،
وفي الشارعِ ، ثمة ضوءٌ قديم ،
يجري هذا هنا ....... حديقة في وقتِ المساء

وما لمْ تسمعْهُ أذنُكِ ، وما لم تشاهدْهُ عيناكِ
هي تلك الأماكن التي ،،،، حفرنا فيها حُفَراً
ثمّ عُدنا ،
ونحن ننوحُ ،
ورسمناها سراً في دفاتِرُنا

يا حبيبتي .....
أخبرتُكِ بهذا لأني لا أريدُ أنْ أكونَ وحيداً
قبلَ أنْ أغدو وحيدا ................................

أما أنا ، فأصبحتْ تتثاءب القصائد في فمي ،
ولا أعتاد على ذلك ..
فقد سكنت القصائد بما فيه الكفاية ..
لذلك أرسلتها خارج البيت .. فأنا لا أريد أن أحنو عليها أكثر ،
أو أنتظر حتى تبرد أصابع أقدامها ..
رغماً عن صخب القصيد الغامض ،
أريد أن أسمع نبض الشمس ،
أو نبض القلب ، او تلك الإسفنجة التي أصبحت قاسية في يدي .!

لا تغازل قصائدي غيركِ ابداً
فهي تبدو عادية تارة ، وتارة أخرى في حللٍ بهية ...

في الشتاء تنمو لأشعاري شفاه ..
وفي الربيع تذبل أمام أول موجةِ حر ..
وفي الصيف تمرض قصائدي ..
وفي الخريف تصبح رائحتها ، مثل رائحة النساء ..

يا للـهول ...... ماذا أقول عنكِ ياحبيبتي ، وعن ماذا سأتحدث ؟!

كفاية !

كفاية اثنا عشر سطراً في هذه الصفحة ، تتثاءب في فمي ...
إنني غضبت وأركلتها من الخلف وقلت :
اذهبي ونقي في مكانٍ آخر !
اذهبي وترددي فوق اثني عشر قارئا ..
وفوق ناقد يشخر ....... ههههههههه .!

إنطلقي أيتها الأبيات ، اخرجي مني ،
وامشي على أقدامكِ الخفيفة ،
فأنتِ لم تمشي كثيراً فوق الأرض القديمةِ بعد ،
حيث تضحك القبور لرؤية الضيوف القادمين ،
اذهبي إلى حيث الجثة فوق الجثة ..
إذهبي يا قصيدتي إليها ،
إلى تلك التي لا أعرف ماذا حل بها ، وأين هي الأن !!!

فهل يا تُرى ،
سيسقطُ السحابُ المرّ بسرعة الشَمسِ ،
فَوقَ رُؤوسِ الأشقياء ..؟

هل يا تُرى ،
وَسَطَ الغَازَاتِ الخَانِقَهْ يموتُ الخَضار ،
ويحزنُ الأتقياء ..؟

هل يا تُرى ،
تُخومُ العادات وشَرٌ في لِباس الوَرع ،
وأعلامٌ نكراء ..؟

هل يا تُرى ،
الرَمْلُ في الخطيئة يغرق ،
ويعلو سِعر النَفطِ في البَيْدَاء ..؟

فأنا بعد كل هذا ...
رَغبتُ في أن أَصيرَ قَيصَراً في دُنيا الأقزام ،
غير أني مَااستطعتُ ،
نسيانَ طَراوةِ فَاكهَة الخُوخ ..

فَظللتُ صَبياً يَافعاً ______>>> وعليكِ السلام .

------------------------------------------
( إذهبي ياقصيدتي إليها )
بقلم :
أسامة الدعمي / العراق
6 / 12 / 2018 من ديوان (أنا أخر الباقين)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق