الثلاثاء، 16 يونيو 2020

جدلية الرحى والزهرة ... بقلم / مها مولاهي


جدلية الرحى و الزهرة


أنا زهرة تفتحت ذات ربيع
أبي مطر
أمي أرض قلبها وديع
لعبت دائما بين الينابيع
فجأة ....
تغنى الكروان بين بتلات
كناي حزين في منتصف تشرين
ألبس روحي ثوب الأهات
نعم...
بدأت أئن
عندما جف المطر
يبست الأرض
و انقطع عني .... حليبها المستمر
فقد وضعتني الحياة
في فم الحسرات
صيرتني في لب الرحى
مع الأمال و الدمعات
كزينب بكت حسين كربلاء
ذبيحا في عراء أرض جرداء
و تلك اليد السوداء
تحرك مقبض الرحى
بلا هوادة أو حياء
تبا لها .. و تبا
إنه ابي لهب
يسربل حياة المصطفى
ما فاز ...
بل في جهنم تتلقفه الزبانية
أيتها الرحى ...
من أغواك بأني
لا أملك طول الأنة
فإن تعاقدت مع البلاء
فإني ....
أنا حواء
زهرة أينعت ذات مساء
مررت بالفصول الأربعة
و مازلت ألد بعد كل ذا
و ذا ....
أنت خنتني ...
لما خيل إليك أني لك أهوى
لا و ألف لا...
لا تغتر ...
إذا ابتسم لك ثغر الرحى
فزليخة عندما شاخت
رد لها الصبى
كذلك أنا
زهرة بتول
و غدرك لي كان سيفا مسلول
أسال دمي
فانهار ضعفي كسد العرم
و بنيت روحي من جديد
كسبأ في اليمن
لا الوجع ... يبكيني
و لا الموت يلغي تفاصيلي
سأزف ابنتي في عرس ...
تكون أنت فيه وكيل
إني زهرة
لا رحى الأيام تقتلني
و ابنتي لا تخاف المسير
فالطريق مازال طويل

----------------------------
بقلم:
مها مولاهي / تونس

هناك تعليق واحد:

  1. بالتوفيق مهى و ان شاء الله مزيد من التميز و النجاحات ❤️

    ردحذف