حديث آخر الليل
يتسعُ المكانُ لكلينا ...
أنا وأنتِ .... وقلبينا .
أعتقدُ ذلك ..
يتسعُ المكانُ لحائرٍ خانتهُ الاتجاهات .. وهدهُ طول المسير
ويتسعُ المكانُ لثائرٍ صارعَ الدنيا كي يصل إليكِ هكذا دون تفكيرْ
لا علينا ...
يتسعُ المكانُ لي ولكِ ولقلبينا
.......
يا سيدتي منذُ أن كنتِ صغيرة ً أنتِ .. وكنتُ أنا أناهزُ العشرين .
كتبتُ إليكِ أول رسالة .. رسالة. قصيرة .. قصيرة جداً .
سطرٌ واحدٌ أو سطرين
كتبتها وحدي على عجلْ .. بأنفاسٍ مرتجفة وأحاسيسٍ ملتهبةٍ
وبتعبيرٍ مرتجلْ .
كانت تلكَ بداية الغزلْ ..
وبداية معرفتي بكتابة الجملْ
بداية التخلص من أميةِ العشق والتملص ِ من بدائية الخجلْ .
رحلتْ أعوامٌ .. وأعوامٌ أتتْ .
أفلتْ أحلامٌ . وأحلامٌ ذوتْ ..
وجهكِ القمريُ لا زال مكانه .. يتوسطُ عتمة المساءْ
لم يأفلْ ولم يصغرْ ... منذ نحو عشرين عام أو أكثر ..
هو ذاتهُ .. ذاته .. لم يتغيرْ
وأنا المفتونُ الغارق في سذاجتي وبساطتي ..
المتسمر في المكانِ والعاجز عن فعلِ أي شيء ٍ يذكرْ ..
......
أجازف أنا بالنظر إليكِ ..
أحاول التوغل في تفاصيلكِ المبهرة .
أتناولُ المشهدَ تلو المشهدْ .. كل ما فيكِ يغريني بل ويستهويني
وكل ما فيكِ صادمٌ ومجددْ
لا يوجدُ شيئاً محددْ .
كانَ ذلك عندما التقينا ..
بعد غيابٍ طويلٍ طويلْ
كلٌ منا راح يتأملْ بطريقته الخاصة وبأسلوبهِ الذي اعتادَ عليه منذُ عشرات السنين .
كلٌ منا راح يتجولُ في شوارعِ الآخر وفي أزقته ..
يرنو إليها يتفحصها بكل ِ قوته ...
......
تشتاقُ قلوبُ المحبين رغم مضي الأعوام ورغم مرور الأيام
رغم حلولِ الخريفِ ورغم تساقطِ الأحلام
رغمِ أفولِ المشاعرِ ورغمَ حلول الأوهام
تشتاق قلوب المحبين لبعضها البعضْ
تتوقفُ لترتاحُ بعدَ طولِ هرولةٍ وركضْ
تجتمعُ في مكانٍ واحدْ وتحتَ سقفٍ واحدْ
كما هو الحال الآن وكما نحن مجتمعان
أنا وأنتِ ..
فجأة ظهرنا .. وفجأة أتينا ...
اتسعُ المكانُ فجأة لكلينا ......
أنا وأنتِ .
---------------------------------
بقلم :
---------------------------------
بقلم :
د.عماد نجيب

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق