لوحتان .. لامرأة إستثنائية
...........................................
اللوحة الأولى :
ما تجاوزت العشرين ..
ولي ضفائر حالمة .. أترقب و من الشرفة
فارسي بجواده البني الأصيل
وعبر هذا اليوم الرمادي الحزين
عيوني عالقة ، أترقب الأفق الضليل
أطلق ضحكة صاخبة ..
أبلل شفتي بقطرات المطر الندي ..
فأعشق الفضاء
عصفورة مرتعشة ، أخاف / أذوب كالجليد
أود أن أعيد كل أيامي الذائبة في الغم كالملح ..
أصحو
أكاد ..
للون عيني انجذاب
وألفت من أيامي كتابا
من سحاب
لاجواب لدقات فؤادي
واقترب في غفلة عين
وأنا أمضي في مساري
لفؤادي دقات حب عنيد
أنا لن أعيد حكايتي الملغومة
وفي البعيد أنسج أحلامي كما أريد ..
أبذر البذور ..
تمر الشهور ، تنبثق أزهاري كأفكاري
أركض بجنون ..
من خيوط المطر ردائي
من لون السماء صفاء شبيه بصفائي ..
أقسم .. ماكبرت
أنا الزيتونة العطشى لارتواء
أنا التراب يثوق
لتصالح الأحلام
كل كلامي يمليه المطر
يزيح رماد عيني
يكتب قصيدتي المنفلتة
وبخط جميل و صريح .. يصرخ أني عاشقة
لرحلة العصافير
لأغنيات الريح ..
بحاجة لمطر عنيف ، يهز كياني
بحاجة لعاصفة تبعثر أوراقي
تطفئ احتراقي لأولد من جديد ..
كالوليد أتعلم الأشياء
ماأجمل الفضاء !
سأدون يوم انطلاقي ..
اللوحة الثانية :
الريح في هذا اليوم الرمادي
تطرق بابي ، تسرد بغضب ماكان يوم مولدي
عندما ابتعدت زغرودتي و أوصدت كل أبواب
إسعادي ..
لي وحدي تقص الريح حكايات الشغب
لاأحد يفهم العزف .. عفوا فمخاضها كمخاضي
من صوتها ينسل جرحي كالخيوط المتوالية ..
السماء قاتمة
وللضباب شكل أبراجي الآتية ..
تملي الريح لي وحدي .. ومضات
وثران للريح وقلبي الجريح يتوحد
مع الأشكال الداكنة ..الغبار يعصف
بأوراق متناثرة ..
ماعدت قادرة كالأمس البعيد على التحليق
الريح غاضبة تصفع الأشجار و الزهور
ووجوه الأطفال
المطر يتساقط رويدا في دلال
ليطفئ شيئا كاللهيب
الريح قلبي المرتعش
وثورة متقدة
الريح قصيدتي المستعصية
الريح أنا
أنا الريح و الجرح الطويل
من أجلي تكتب على زجاج النافذة
عشقا يكبرني
يغمرني كالمطر
أنا غير عائدة ..لما كان من عمراصفر كالدوالي
وعلى التوالي تعاتبني الريح
عساني أخرج من قمقمي المسدود
لنعانق سويا كونا بلا حدود
القيد في معصمي
في رجلي ،ألم ينته بعد زمن الجواري ؟؟
الريح تفتش عن درب يفضي للربيع
واقتلاع الشوك من قدمي
لأكتحل ، أتزين ، أتعطر كالعرائس ..
----------------------------------
----------------------------------
بقلم :
لطيفة الناصري
لطيفة الناصري

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق