الأحد، 14 يونيو 2020

شمعة واربعون حريق ... بقلم / خلود فوزات فرحات



شمعةٌ و أربعون حريق

عندما صادرتْ أمي،
دميتي التي لم أقتنيها بعد
أقسمتُ أن أهديها،
لأول طفل شريد..
و ما زلتُ رهن العطاء
في صمتي..
مدنٌ خامدة و في أنفاسي،
أربعون حريقْ

عندما أجهضتُ حلمي،
في المحطة الأولى للدمع
أصبحتُ شمعةً تتنهد الضوء
في صدر النهر،
و تقتات من طحالب الفكر..
في وجهي..
حزنٌ غافٍ و في أشرعتي،
أربعون رحيلْ

عندما جففتني،
شمس اليقين في وضح الليل
تشقق جلد الصبا..
انبثق منه ألف طائر مغامر،
و مئة فكرة باردة
في جلدي..
ربيعٌ متخاذل و في جعبتي،
أربعون نصيحة عمياء

عندما استعبدتني،
فكرة البداوة في عزّ الهجير
دققت وتد العروبة في رمال الأعراب،
و رميت بدلائي في آبار القضية
في جيبي..
الكثير من الإخفاقات،
و في المغارة..
أربعون حرامي

عندما حلّ الفقر ضيفاً،
على موائد الغربان و تناولا كؤوس الحرمان
هزّني الألثغ الصغير،
بمريلته المهترئة و خصره النحيلْ
مدّ يده و فيها طلب استرحام،
ملصوقٌ على ضفتيه..
أن الخريطة المعلقة على الحائط،
تثير حفيظته و تذكرهُ..
بأشلاء و صرخات أمه

--------------------------
بقلم :
خلود فوزات فرحات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق