الأربعاء، 18 نوفمبر 2020

ديوان وجدانيات // بقلم الشاعر طاهر العباس

 ديوان 

وجدانيات 

بقلم الشاعر طاهر العباس 

------------


--------------

المقدمة والاشادة // بقلم الاديب الشاعر 

أستاذ أسامة الدعمي 

☆☆☆☆☆

الشاعر طاهر العباس

هو شاعر سوري  مخضرم وله الكثير من التجارب والممارسات التي تجعلنا نقول عنه ( مخضرم) ، بل هو إنسانا لا تفارقه الإبتسامة ابداً

وهذا من بساطته وطيبته وكرمه وأخلاقه وتواضعه ...

لديه الكثير القصائد والنصوص التي تحتاج لتسليط الضوء ،

لأنها تذكرنا بالشعر القديم . 

لهذا ، 

إن المبدعون

لم ينقطع أثرهم ، لا في القديم ، ولا في الحديث.  وفي الأمة العربية المعاصرة والحديثة شعراء كثيرون برعوا في الشعر ، من أولئك وأسماؤهم معروفة وخالدة لدى الكثير مثل احمد شوقي ومهدي الجواهري قديماً

وبعدهم  عبد الرزاق عبد الواحد ومحمد المحاويلي وغيرهم الكثير من الشعراء الكبار ... 

وطاهر العباس الشاعر السوري ألفت إنتباهنا كثيرا في مجاراته ومشاركاته للبوح وللأحداث بكل التناقض فيها

برؤية شاعر ثاقب الرؤيا حاذق الفكر على السليقة والفطرة

ونود أن نذكر

 رواية قديمة عن المتنبي ، أوردها غير واحد ، ما يفرق بين الاثنين ، الشاعر ، والناقد . زعموا أن سيف الدولة قال للمتنبي بعد أن استمع للبيتين الآتيين :


وقفت وما في الموت شك لواقف ـ

كأنك في جفن الردى وهو نائم


تمرّ بك الأبطال كلمـى هزيمة

 ووجهك وضاح وثغرك باسـمُ"


لو كانا :


"وقفت وما في الموت شك لواقف ـ

 ووجهك وضاح وثغـرك باسم


تمر بك الأبطال كلمى هزيمــة ـ

 كأنك في جفن الردى وهو نائم"


 لكانا أفضل ، فقال المتنبي معترضًا : إن الفرق بين الحائك ، والبزاز ، هو أن الأول يحكم على ثوبية الثوب من حيث هو نسيج ، فيما يحكم عليه الآخر من حيث ما يصلح له عند الخياط . وعلى هذا مدار الفرق بين الشاعر الناقد ، والناقد الناقد ، فالأول يهتم بشعرية الشعر من حيث هو نسيج ، والآخر بشعريته من حيث أسباب ذيوعه ، وسيرورته ، لدى الناس ، فهي حكاية تلقي الضوء على الفرق بين الشاعر ناقداً ، والناقد ناقدًا .

لكن الأستاذ الشاعر ( طاهر العباس) ومن خلال مداخلاته ومجاراته وردوده التي غالبا ما تأتي في الظرف والوقت المناسب

أرى فيه رؤية الناقد وليس فقط الشاعر

نعم هو ذا طاهر العباس عرفناه بتجارب ومواقف وليس غير هذا . 

ولستُ بسبيل الاسترسال في محاورة هذا الادعاء من جانبي ، فالموقف لا يتسع لذلك . ما قصدتُ الوصول اليه هو أن الشاعر محكوم بأن يعيش أزمة الشعر والشعار في طريقه نحو تحقيق الشعر ، وان معظم الشعراء يفقدون الشعر في طريقهم الى الشعار بحسن نية (عجز الموهبة) او بسوء نية ( المهمة البديلة) فيحققون الشعار دون الشعر ، ويفقدون الإثنين معاً . قليل منهم يستطيع ان يحقق الشعر ويلامس الشعار بدرجات متفاوتة ، او حتى ان يتبنى الشعار ، تحت ظروف معينة ، دون أن يفقد الشعر . وفي اعتقادي أن

( طاهر العباس) هو واحد من هؤلاء .

إنه لم  يهمل موهبته ومشروعه الشعري اهمالاً شديداً قط

بالرغم من الظروف السيئة ومصاعب الحياة ...


وهنا سوف نمتع افكارنا بكتاباته من نصوص وقصائد بمختلف المواضيع والمضامين

وبتنوع القوافي والصور ، ببلاغة وحكمة وفصاحة . 

إليكم البعض من إنجازاته الشعرية والشعورية ...



الإشادة والمقدمة

بقلم : أسامة الدعمي / العراق 🇮🇶

---------------------

رد الشاعر طاهر العباس 

على الاشادة والمقدمة 

-------------

ألف شكر أستاذ أسامة لقد أجدت بل دعني أقول انك أبدعت في مقدمتك 

دراسة منطقية بأسلوب هادئ متزن أعطيت لشعري ابعادا لم تكن لتخطر لي على بال وهذه مهمة الناقد 

في الواقع بالنسبة لي شعري موهبة منّ الله علي بها فأحببت أن يكون شعري حديثا بهذه النعمة عملا بقوله تعالى في القرآن الكريم 

(وأما بنعمة ربك فحدث )

صدق الله العظيم 

هذه الإضاءة وهذه الإشادة التي افتتحت بها ديواني هما فضل كبير منك قد لااستطيع ايفاءك حقها سوى الشكر والامتنان 

وقد لايرى الكثيرون مدى ماانجزته لكن بقناعتي وأنا على ثقة وبمنظار مستقبلي قد يحفظها ويشكرها لك الغد من خلال اجياله القادمة عندما يرى  الناس  أن مصلحتهم في  السلام لا في  الحرب وفي الحب لاالكراهية وفي العفة لاالجشع في قرع طبول الفرح لافي قرع طبول الحرب  وفي التعاون على البر والتقوى وليس على الإثم والعدوان 

عندما تلبس الأرض ثوبها الابيض الجديد وتتخلى عن هذا الثوب المهترئ 

الذي مر عليه آلاف السنين 

عند ذلك يقدرون الكلمة الطيبة حق قدرها ويرون أن ماقمتَ به هو عمل كريم يستحق الجهد والشكر 

الشكر أيضا للاستاذة فاتنة فارس على جهودها المثمرة 

مع خالص تحياتي وامتناني

---------------

---------------

القصيدة الاولى

▪▪▪▪

*****مضامين حياة***

*****************

هل الحياة نسيمٌ من أزاهيرِ 

                       أم أن للحبّ مفعول الأساطيرِ 

أم عبقرٌ فاح طيباً في شمائلنا

                 أم نشوة الراح أو مسك القواريرِ

أم سلسبيل الهوى يروي  ضمائرنا 

                 فيطفح البشر نضراً في الأساريرِ

أم السلام الذي تحياه أنفسنا 

                     يمدّنا الأمن في كنف المقادير 

أم كوثر الروح في الأحشاء طافحة 

                           تغشى بلذّتها كلّ المضاميرِ 

أم أنّه نغمٌ تنساب روعته 

                      يطوي ببهجته عذب المزامير 

أم نعمةٌ عرّست بالقلب فازدهرت

                   فيه الأماني وطارت كالعصافيرِ 

أم جمرة الشوق والنيران لاهبةٌ 

                   تطهّر النفس من شتّى المحاذير 

نار المحبّين بردٌ في سرائرهم 

                       تسري عذوبتها طي المشاعير 

أعجوبة الدهر أن نحيا بكوثرنا 

                   والناس في غفلةٍ نهب الأعاصيرِ

طاهر العباس

----------------

القصيدة الثانية

------------

*****النعمة.***** 

********

نشر الزهرُ عطرَه في فؤادي

                 فحياتي عبيرُ هذا المدادِ

باهراً آسراً شذيّاً نديّاً

          ينعشُ الفكرَ والرؤى    باطّرادِ 

كلُّ يومٍ يمدّني بجديدٍ 

                من جمال الحياةِ والاتّقادِ

كلُّ حينٍ يفيضُ طيّ خيالي 

               باهي الأفق واسع الامتدادِ

يغرسُ الطيبَ والهنا في مُهاجي

                ويحيلُ الأنين َبحرَ سُعادِ 

لامُحالاً مع الجمالِ فعيشي

                من شذاهُ جنينةٌ من رغادِ 

  

طاهر العباس

------------

القصيدة الثالثة

-------

****** نشوة حياة**

****

لاح الشباب نضارةً

      وأتى المشيب 

في كل فصلٍ من

 فصوله أستطيب 

وهي الحياة الفاخمة

   لاحت سلافاً ناغمة 

المرّ فيها مُستطاب

لتخاله العسل الرضاب 

إذ ذاك  خلّ عن النعيم 

 فاق الخيال وما يهيم 

النور باقٍ مستديم 

   متوهجٌ رغم الأديم 

ميدانه الأفق الرحيب

 وظلاله شيء عجيب 

.................

الفرعة الخضراء زادت

       رونقاً عبر السنين 

والوردة الحمراء فاحت

         عبقراً غالٍ ثمين 

العطر فيها لايريم

   ويفوح ماهبّ النسيم 

ولبابها طيّ الأريج 

وجوابها الساني البهيج 

*****************

الزاهرات     عبيرها   نتنسّمُ

والباسقات   ربيعها   لايهرم 

والباهرات سماؤها والأنجم 


الشمس     بالنور    تفيض 

من   مطلع  الأفق العريض 

ويطيب في الليل القريض

 

في الليل ماأبهى السماء 

ونجومها    ذات  الضياء 

نقضيه       رقصاً وغناء 


بالراح كان لنا  نصيب 

وكؤوسه ذات  اللهيب 

نحسو ونشدو ونغيب 


وتغلغلت فينا   الحياة 

بُشرى ونُعمى  وهِبات

وتسابقٌ        للطيبات


لاوهن   فيها    لاكسل 

لا خوف  بطشٍ   لازلل 

حسّ السكينة والجذل 

طاهر العباس


------------

القصيدة الرابعة

--------

كتبت هذه القصيدة جوابية على صديق رأى أن خلوده في أشعاره

*****  خلود ****

************

ليس الخلود بأبياتٍ تسطّرها 

           فيذكر الناس إنساناً بما سطر َ

هب ذاع صيتك في الدنيا بأكملها

     في البدو والحضر والبلدان انتشرَ 

إن كنت قد بتّ قيد اللحد مرتهناً

        والنفس أصبح معدوماً ومندثرا 

إن الخلود بأفعال تمجّدنا 

         تشعشع النفس أحوالاً ومزدهرا 

إن الخلود بما في القلب من أملٍ                                                            ب    بالله أحيا نفوس الناس  وانتصرَ

 إن الخلود بما قد جاء في كتبٍ

            لله فيها صراط الخير استطرَ 

وآمر  الخير بالحسنى يبادره  

          بالنصح والوعي لاسوطاً ولا قسرا 

هذي ينابيع فكري قد نطقت بها

                  ثقافة الروح ممن نوّر الفِكَرا 

طاهر العباس

------------

القصيدة الخامسة

------------

سعادة 

----------

هاتِ الكؤوسَ ليالي الأُنسِ نُحييها

 ياللمدامةِ كم طابت بساقيها

 نلهو ونلعبُ في أحضانِ دوحتِنا

 والحبُّ خيَّمَ والنشواتِ يُهديها

 والقلبُ يخفقُ ترحيباً وبهجتُه

 ضاقت بها الأرضُ والدنيا وما فيها

كأسُ السرورِ تداحى بين أيدينا

 عذباً شهيّا ًيردّ الروحَ يحييها 

 هي السعادةُ خطّت سطرَها بيدٍ

 تَمجّدَ اللهُ باريها وحابيها 

إحساسُ روحٍ تخطّت في مشاعرِها

 كلّ الحدودِ وساحت في أعاليها 

طاهر العباس


----------

القصيدة السادسة

---------

باللغة المحكية. ريف سوريا 

******رمزية****

***********

هالروض فتّح وردْ      واخضرّت الوديان 

ينشر عبيرو بعدْ            ما أزهر البستان 

والليل نام بمهدْ.        واشرق قمر نيسان

والطير رفرف غرد.  يصدح على الأغصان 

بالصدر ثار النهد.          وتململ الفستان 

وعقدود ماست رغد.    تتسابق الفرسان 

صارت دياري نجدْ.      تسرح بها الغزلان 

والزرع بعدو وعدْ.        لكن حصادو دان 

لاتخاف صوت الرعدْ.   ميهدهد الوسنان 

راحت ليالي النكد.    مسّي على الأحزان 

طاهر العباس

-------

القصيدة السابعة

-------

*****أمنيات*****

أشتهي الحبّ ياصديقي حياة

                سابغ فضلها صفيّ المرادِ

 وحقولاً من العطاء تماهت

             مع جمال النفوس والاعتدادِ

 وفخاراً وعزة وإباءً

                    لاعتوّا وغلظةً وتمادي

 وربيعاً تزهر الأنامل فنّاّ

             لايباساً يصوح صوح الجمادٍ

 وشموخاً يملأ الجوانح زهواً

                 لاخنوعاً لسطوة الأوغادِ

***********************

أرفعُ الحبّ حبّ ربٍّ رحيمٍ

                    ورؤوفٍ بخلقٍه والعبادِ 

.............................

فانفطارُ القلوب نبع حنانٍ

                فجّر النبعَ صرخةُ الميلادِ

 والتهافٌ  يلوب طيّ الحشايا

                     لرضيعٍ وثغره المتنادي

*******************

 فتلاقي القلوبٍ طيّ الحنايا

                    وانشغالٌ ولؤلؤيّ اتقادِ

 والتياعٌ لرؤيةٍ وتداني

             واشتياقٌ وصبوةٌ في الفؤادِ

 وتناهى إلى جميل وصالٍ

                  واحتضانٍ لأسرةٍ وودادٍ

**********************

 ليس كالعدلِ في الحياة نظامٌ

                إنما العدلُ مصدرُ الاسعادِ

 كلّهم حقّه مصانٌ وراضٍ

                   يأنفُ البغيَ كارهٌ للفسادِ

 واسعٌ عيشه رغيدٌ كريمٌ

                    نبذ اللؤمَ طيّبُ الإيرادِ

 زادُه الحقّ دربُه الخيرُ حرٌّ

                 نيرُّ الذّهنٍ واسعُ الامتدادٍ

طاهر العباس

------

القصيدة الثامنة

---------------

**خاطرةشعرية**

ذاتَ يومٍ حطّ في قلبي الربيعْ

ناشراً عطراً ونورْ

وسلالاً من زهورْ 

عانقَ الأفقَ خيالي

 وأطلّ الصبحُ  من شفقٍ وضيءْ

عندما ماطت لثامْ 

ذاتُ خفرٍ واحتشامْ 

أشرقَ النورُ وبان 

لبسَ الكونُ حريراً

 وعقوداً من جمانْ  

وازدهى الروضُ بألوانِ الجنانْ 

وزهورِ الاقحوانْ 

خجلتْ شمسُ الأنامْ

وخبا البدرُ التمام  وتوارى في الزحامْ

طاهر العباس

---------------

القصيدة التاسعة

-----------

*****  أهزوجة *****

إنّما في الأرضِ من عجب عُجابْ

             صار فيه المرُّ أحلاها شرابْ

 هاهي الأنفسُ مَلأى جوهراً

       تعتلي في زهوِها فوقَ السحابْ 

هاهي الأفكارُ تبدو أََلقاً 

                 نيّراتٍ ناطقاتٍ بالصوابْ

وينابيعُ حياةٍ سَلسلٍ 

               دافقاتٌ بالهنا فوقِ الترابْ 

ضاقَ حرفي عن جمالٍ باهرٍ 

             يسلبُ الأنفسَ حتّى واللُّبابْ 

في حياتي كوثرٌ أحيا بهِ 

                   ونعيمٌ وهناءٌ مُستطابْ 

مالحرفي يتباهى ناضراً

            طيّبَ الروحِ بما نصَّ الكتابْ 

إن في دُنيانا لو تَدري الورى

              ماغناهُم عن قتالٍ وحِرابْ 

طاهر العباس

-----------

القصيدة العاشرة

--------------

*****الإنسان الحر *****

إنّ الكرامة واحة الوجدانِ

               لمعمّد  بالطهر والإحسانِ 

يحلو له دوم التطلّع للعلا 

****         لاينحني إلاّ إلى الرحمن 

دأبٌ له حبّ المكارم هادفاً 

          ** لسموّروح نظيره الإنسان 

مثلاً يقوم بنفسه لارائداً 

               حكماً ولا لعباءة السلطان 

متسامحٌ مع غيره متصالحٌ

                 مع نفسه وبقيّة الأقران 

نبذ الغثيث من الحياة ترفّعاً

         وسما سموّ النجم في الأكوان 

كالشمس تدفئ غيرها بحرارةٍ 

             تضفي البهاء بنورها الفتّان 

هذا الجمال طبيعةٌ في نفسه 

              وسروره في منعةٍ وجَنان

طاهر العباس

----------------

القصيدة الحادية عشر 

---------------

*****الربيع *****

الروضُ يضحكُ والظلالُ تميلُ

      والشمسُ من ذهبِ الأصيلِ تسيلُ

والريحُ تشدو والسنابلُ تنتشي

          طرباً تموجُ كما المحيطِ حقولُ 

والاقحوانُ يطلُّ ثغراً باسماً

               يرنو إلى وجهِ الزُّكا ويُطيلُ 

لكأنه يُلقي التحيّةَ شاكراً

                 حتى إذا أفِلَت عَراهُ أُفولُ 

والنحلُ هبَّ إلى الماَقي ساعياً

          يَجني الرحيقَ ودأبُه المعسولُ 

ماللبلابلِ لاتكفُّ عن الشدا ! 

                 غَزَلاً فَوُدُّها للخليلِ سبيلُ 

وهي الحياةُ بِزَهوِها كسُلافةٍ

              سَكِرَتْ بها الأحياءُ عزَّ مثيلُ 

جاءَ الربيعُ فرحّبوا بقُدومِه

              إنّ الربيعَ على الدوامِ جميلُ 

٣ /٤ /٢٠١٩

 طاهر العباس

-----------------

القصيدة الثانية عشر 

--------

*****رجاء*****

شموسَ المحبّةِ لاتغرُبي 

وعُمّي الضياءَ ولا تحجُبي

أنيري الوجودَ أتيحي السعودَ

  (و)َمِن مشرقِ الشمسِ للمغربِ 

يطيبُ الأنامُ ويُرعى الذمامُ 

ويتجهُ الفكرُ للأصوبِ 

يسودُ الوِئامُ يزولُ الخصامُ 

يعمّ السلامُ ويرضى النبي 

يطيب الجلوسُ وتُحسى الكؤوسُ

وتهفو النفوسُ إلى الأطيبِ

يعودُ النفيسُ الأنيسُ الجليسُ

يفرُّ الخسيسُ من الملعبِ 

مدارُ الحياةِ بفَلكِ الأُباةِ

وخيرُ الصفاتِ جنى الطالبِ

فلولاكِ دارت كؤوسُ الشقاء 

وسادَ ظلامُ الردى  المُرعبِ

وثارت عواصفُ حقدِ اللئام 

وحاقَ صدى الموتِ بالمركبِ 

ولكن بفضلِك تنحو الحياةُ 

مجالَ التسامي عن الكوكبِ

أ ضيئي أضيئي وامحي الظلامَ 

وجودي بكأسِ السنا الأعذبِ

أديري السرورَ سلاماً ونورَ

َ نعبُّ الخمورَ مُنى الشاربِ 

فتزهو الرياضُ الطوالُ العراضُ 

وعمَّ البياضُ حياةَ  الأبيّ 

٥/٢٠١٩

 طاهر العباس

------------☆

القصيدةالثالثة عشر 

----------------

جوابية لشاعرة صديقة تغنت بمأثرة المسلمين في يوم بدر وأهملت ذكر


***فتى الإسلام وفخره***


وتوشّحَ الإسلامُ بالفخرِ

 وبدت طلائعُه مع الفجرِ

لله درّ فتىً بأبترٍه 

شقّ الصفوفَ  وعادَ بالظفرِ

 هذا( عليّ)العزّ واكبَه 

بركابهِ سارت قوى النصرِ

هذا (عليّ) الحقّ جانبه 

لله منطقُه من سيّدٍ حرِّ 

هذا (عليّ) البأسُ شدّتُه 

ينقضّ عَ الأعداء كالصقر ِ

هذا (عليّ) وذو الفقار له

 وقعٌ يصيبُ الخصمَ بالذعرِ  

 كمْ فارسٍ أرداه منضرجاً

 من ماردٍ جبارِ بالشرِ

 ورجالُ ممّن عاهدوا صدقوا 

مِن خلفِه كعصائبِ الطيرِ

 وهبوا ضمائرَهم لبارئِها 

وتسلّحوا بالحقِّ والصبرِ

 وغدت قريشٌ بعد مٍنعتٍها

 تَغلي من الأضغانِ كالقِدرِ

 هوْنٌ وذُلٌّ فاق طاقتِها

 عارٌ وخزيٌ حاقَ بالكُفرٍ

 وتبوّأ الأنصارُ سدّتها

 وتوشّح الإسلامُ بالفخرِ

 طاهر العباس

----------------

القصيدة الرابعة عشر 

-----------------------

*****تطلعات قلبية*****

أغنية باللغة المحكية 

ياليت عمّ الحب عالوجدان

 كانت بيوت الناس عمراني 

وكانوا التقوا عالحب والإحسان

 وغنوا سوا والناس فرحاني 

وتهافتوا يشدو سوا ألحان

 نغمة فرح عالقلب حلياني

ونبذوا الخصام وواجهوا الطغيان

 ببأس وعزيمة وروح قوياني 

بالحب بدنا نعمر البنيان

 وبالحب بدنا  نكتب غناني 

وبالحب بدنا يجتبي الإنسان

 درب الفضيلة ويسلكو تاني 

وبالحب بدنا تستوي الأوزان 

صدق وأمانة وعدل ميزانِ

وبالحب بدنا نرتقي إخوان 

رفعوا شعار الخير عنوانِ

وياليت نهر الحب كالطوفان

 يجرف قمامة كره واضغانِ

وتعود دنيانا كما النعمان

 ببهجة ومسرة وكاس ملياني 

تحياتي إلى الأصدقاء الأعزاء في أزاهير

---------------------

القصيدة الخامسة عشر 

--------------

في حب الإمام علي بن أبي طالب 

     *****المثال*****

مثلٌ أطل ّ على الأنام بنوره 

فاستاء معتلٌّ وطاب سليمُ 

وتواترت أخباره بين الورى 

فهو الشجاع وخصمه المهزومُ 

وهو المجلّي رافعاً علم الهدى 

وهو الأمين الطاهر المعصوم 

فبكل قلب طاهر زهر المنى 

ولكل روحٍ بهجةٌ ونعيمُ 

ضُرِبَت به الامثالُ في أفعاله 

فهو الإمام العادل المظلومُ 

وهو الحريص على السموّ بشعبه 

فخطابه فيه السموّ مقيمُ 

وهو العزيز بنفسه متعالياً 

وبه تحيّر ناصرٌ وخصومُ 

وَلَكَم تغنّى في خصاله صادقٌ 

وَلَكَم تململ حاقدٌ وذميمُ 

بقي المثال لمن أراد تبصّراً 

فصراطه نور الهدى المعلوم 

من رام درب محمّدٍ فسبيله 

نهج الإمام ملاذكم ياقومُ 

٢٤ /١١/ ٢٠١٨ 

طاهر العباس

--------------------



الجمعة، 13 نوفمبر 2020

ديوان خذني اليك// بقلم الشاعرة السورية أ.مديحة باراوي

 ديوان خذني اليك 

بقلم الشاعرة 

مديحة باراوي

••••••••••••••


••••••••••••••••

♡♡♡♡♡

المقدمة بقلم الاديب الشاعر

أ. أسامة الدعمي 

◇◇◇◇


مديحة باراوي

هي شاعرة كاتبة عربية سورية ، وقبل هذا هي إنسانة ذات طيبة وكرم وأخلاق بكل ما تعني الكلمة من معنى .

وددنا أن نشير الى حالة قد تكون أكثر وضوحا وإقدام ، وهي ظهور قصائد الشعر ولكن بمداد انثوي ، بعاطفة وشجن إمرأة ، وخاصة في محيطنا العربي الذي يتصف بهيمنة الذات الذكورية حتى في مجال الحرف والكلمة . وقد بدأت هذه المرحلة متأخرة بعض الشيء وبما يناسب الانفتاح الحضاري ونزوح النفس الى التطور والتمدن . وإختصاراً للغوص في هذا الشأن ، نجد ظهور مرحلة جديدة تكاد ان تكون متميزة تحتاج الى البحث والتنقيب ، وهي مرحلة ظهور (الفيس بوك) والتواصل الاجتماعي ، فهي اعطت الحرية لكثير من الاقلام وخاصة النسوية ، للأفصاح عن مكنونات عاطفية أخذت شكل القصيدة بأنواعها وخاصة مايسمى ب (القصيدة النثرية) او شكل الومضة والفنون الادبية الاخرى . وازدحمتْ متون (الفيس بوك) بهذا النوع من الادب . وهنالك من تربَّعَتْ على عرش الاحتراف ، وهنالك من أَبدَعَتْ وهي في مراحل الكتابة المبكرة ، ورغم هذا وذاك لايستطيع احد ان يقول بأن هذا الحرف اجمل من ذاك ، انما هنالك قصيدة تولد من رحم معاناة وعواطف وأشجان تعصف بالحال ، فتأتي كالفاكهة اللذيذة ، وألـذّها ما كانت صادقة ومغروسة في القلب وتسقى بالدم والدموع . ألا وهي تلك السيدة التي تشبه القصيدة هي ( مديحة باراوي)


مايعنينا هنا ، هو الاقلام الفَتيّة الذكية المبدعة ، التي تحتاج الى تسليط الضوء عليها رغم بريقها المؤثر في النفوس . فهي تحتل مرتبة جمالية لايُستهان بها ، وتوعد بالكثير من النتاجات الادبية التي تدخل في حيز الابداع والرقي .

عند تتبعنا لهذه الاقلام ، برز لدينا الكثير منها والتي تحمل صفة التطور والثبات والابداع ، حتى تنوعتْ الكتابات واختلفتْ المعاني بأختلاف وتنوع الثقافات والبيئات والاهداف والنشأة .

سأتناول مثالاً رخيماً وقلما ملتزماً ، ينحاز الى العاطفة الصادقة والتي تمتلك البصمة الواضحة في كتاباتها ــ والذي دعاني لهذا الاختيار هو بيان تأثير البيئة وتنوع الثقافة على تشكيل الحرف وتركيب العبارة الجمالية في هيكل القصيدة الرائعة المتنوعة مع البراعة التصويرية للفكرة بمداد وقلم إمرأة ــ في الوقت الذي كتب ومازال الكثير يكتب الشعر إنابة عن المرأة ، فتأتي القصيدة تحمل صور الشجن والعاطفة بصدق وحيوية وهذا  الذي لايخلو من رائحة الذكورة وغبار الرجولة ، التي تصفها الأنثى ، إلا ان المشاعر والفيض الاحساسي والعاطفة والشجن الصادق ، دائما يكون مفتاحه الانثى ، فهي اصدق من يعبر عن الغيرة والحب تجاه الرجل ، فلا يمكن الاستعاضة عنها بمداد ذكوري .

.. الحب .. هذه المفردة التي انعم الله بها على الخليقة ، قد أقدحت العقول ، وأثارتْ الشجن على مر العصور ، فجاء التاريخ الادبي زاخراً بتنوع الفكرة والهدف .

ــ الكاتبة الشاعرة السورية مديحة باراوي من الاقلام الملتزمة التي تختار مفرداتها بعناية وتبحث دائما عن النقد والتقويم ، لصقل موهبتها وإضفاء البريق على حرفها الرشيق .

ــ تختصر الكاتبة والشاعرة الرائدة (مديحة باراوي ) لنا المسافات في تعريفها للحب وللحزن وللعتاب وللحنين وغير هذا .


الابداع في الشعر هو ما يأتي به الشاعر او الشاعرة من الجديد والبديع في النظم والقول .ومن المتعارف عليه ان قصائد الشعر ، تبدأ وتنتهي وهي تجسد وتصور لوعة الحبيب او المحبوب ضمن مساحة وفضاء أدبي ، يُشبعه الكاتب والمؤلف بأفكار وآهات وشجن ، وهكذا في كل الاعمال الشعرية التي تنضوي تحت هذه المسميات .لكن الابداع يأتي عندما يدخل الشاعر  او الشاعرة باب الغزل ضمن فضاء ناقد او فضاء وصفي يأخذ شكل القصة ثم يطرزه ببديع عبارات الوجد والجوى ، ولايحس المتلقي بالتناقض او التشظي في الافكار والعبارات . هذا الابداع يكاد ان يكون صفة متلازمة لكتابات وقصائد مديحة باراوي .

 فلو تفحصنا بعمق كتاباتها ، لادركنا الاختلاف النوعي بينها وبين كثير من نصوص . 

وهنا سنقرأ البعض من إبداعها لنصقل نواضرنا ، ونمتع أحاسيسنا بروعة قلمها ورونق فكرها ، هذه الرائعة مديحة باراوي ...



المقدمة والإشادة

بقلم / أسامة الدعمي / العراق 🇮🇶

●●●●●●●●●●○○○○○○○•


□□□□□□□□□□□□

●●●●●●●


1_ ( الشعر خبزي ) 


يأتيكَ حرفي كعصف الريح سكرانا

ومرةً     تصطفيه     النار    بركانا

واعتلي  صهوةَ  الماضي اذا عبرت

ذكراك  ام هسهسات الوجد  احيانا

رسمتُ  شكل غدي  في عين اغنيةٍ

بها   جنوني   وكان  العشق   فنانا

                      

لولا حروفك هذا الشعر      ما كانا

ولا    كتبنا      لهذا  الليل   عنوانا

قد صرت حادي الهوى الفن لو ظمئوا

لصار  ينهل     منك  السحر   ريانا

للشعر    نكهته   في   يوم    فرحته

والشاعر     الفذ   يبكي الليل نشوانا

بيني    وبينك يمشي الحرف  متكئاً

على     كلينا    ويسري البدر هيمانا

شكرا    لحرفك   للانوار       تسكنه

وللمعاني     تزين    السطر    الوانا

الشعر   خبزٌ   وكل     الناس    تاكله

وتشرب     الماء   من  كفيه  احيانا

.............

بقلم / مديحة باراوي



________________________


2_ ( صوت عربي ) 


افخر أسامةَ يحذو حذوكَ البشرُ

ويرتقي   لِعُلاكَ  البدو  والحضر


صوت  العروبةِ  في بغدادَ   أوله

وانتَ فيه الصدى واللحن والوتر


وانتَ  نهرُ    وفاءٍ   في  مساربهِ

يدندنُ  الماءُ ما  غنّى  له  المطرُ


والعبقريةُ     نبعٌ   أنتَ     رافده

ورافد    النبع   خلف الماء  ينتظر


قدسيةُ الحب ان تبني لمن عرفوا

سخاء  كفيك ، جسرا أينما عبروا


يا كربلاء الهوى من يوم حجتنا

وحقِّ    زينبنا     ما مسنا  ضرر

...............

بقلم / مديحة باراوي


________________________


3_ ( سهمان ام رمشان )


رمشان أم سهمان في

عينيك ام طرف يناور


ام شامةٌ فوق الخدود 

وحولها سيل البشائر


انا لو قرأت أو استمعتُ

لبوح ثغركَ ، أنت شاعر


خذني إلى مدن الجنون

أأنت مثليَ   أم. تكابر


الحب    أدمى   مقلتيَّ

وأنت  ألهبت   المشاعر


لالا تقل أسرجت خيل

الامسيات وانت  ساهر


إنّي     أحبّك    هائماً 

وأنا  معطرة    الضفائر


أحيا. على امل   اللقا

وكأنّني صبحٌ   مسافر

...............

بقلم/ مديحة باراوي


________________________


4_ ( أغني للذكرى ) 


تطير بي الذكرى واضحك للذكرى

ويحفر   نهر   العشق في رئتي مجرى

تمر سويعاتٍ عليَّ احسها 

تعانقني اخرى وتلحق بي   اخرى

اغني  لأهاتي  كأني فراشةٌ

تلاحق خيط النور  اذ  تلثم  الجمرا

تعذبني نفسي فألتف   حولها

عساي الاقي من يعلمني الصبرا

واعجب من كفٍّ تلوّح مرةً

الى الخير  في دنيا غدت تعشق الشرا

سهرت وليل السهد يقلق راحتي

وحولي  مرارات الزمان الذي مرا

تعود  بي الذكرى ليوم سقيته

وروّيته من كأس نشوتنا  خمرا

وقد خلق المحبوب عشقاّ مدمّراً

وعرّش في قلبي المتيم واستشرى

واسال عنها  من  اراه  لعلني

احقق تذكارا  وعن حبها ذكرا

وقد كنت استجدي من الله عفةً

لان كتاب   الله  علمني  الطهرا

................. 

بقلم/ مديحة باراوي


________________________


5_ ( شوك الغربة )


ما   اعانيه  من  عذابٍ   مريرِ

فاق   حد المعقول  والتصوير


غريةً  تستريح في وجع القلب

 تمطت   على   جدار   سريري


غربة   تاخذ   السرور     بعيداً

وتناديه      بالعَميِّ      الضريرِ


رغم   اني سليلة الماء   أمشي

دون  ماءٍ  على ضفاف الغدير


كل ما  يطلب  الثراء  بروحي

ومعي    الف    ناقةٍ    وبعير


ومعي   انت   يا بقية    نبضٍ

طيف حبٍّ ونفحة  من   عبير


وقصيدٌ تجيدهُ الشمس عندي 

غير    اني  مدينة       لجريرِ


جسدٌ في البعيد يشتاق روحاً

هجرتهُ  بيومِ  عصفٍ    مطيرِ


خطواتي   بريئةٌ  من   دروبٍ

ليس  فيها     مفارقٌ    للعبورِ

.................

بقلم/ مديحة باراوي


________________________


6_ ( لست شاعرةَ البلاط)


انا لستُ  شاعرةَ  البلاطِ وإنما

مابين  يابسةٍ   وماءٍ    مبدعَةْ


لا سجنَ  يطلبني  ولا قيدا  ولا

موجاً  يطاردني  لياخذني  معَهْ


امضي واكتبُ ما اشاء  لمن اشا

واقضُّ في ليلِ المدائنِ مضجعَهْ


انا  في دمي العربي نبضُ  تمرُّدٍ

لو يعتريني السيفُ يلقى مَصْرَعَهْ


امشي على اليَمِّ الخطير وليس بي

خوفٌ  فوجه الصبحِ  يعلن مَطْلَعَهْ


روحي   لاهلِ   الحب   نهرٌ    دافقٌ

والعشق  يسكنُ  مهجتي ما اروعَهْ


وهواك   سر  الكون  لحن   جماله

مهما   نأى  فالقلب يعرف   منبَعَهُ

............... 

بقلم/ مديحة باراوي


________________________


7_ ( زينة البلدان ) 


بالروح بالعين بالانفاسِ بالولد افديكِ

 يا زينة    البلدان    يا بلدي

 نيرانُكِ   الحمرُ   تغزوني    وتحرقني

 وقد   تمر  بأحشائي   وفي    كبدي 

وما   لظاها   بأوصالي   سوى   لهبٍ

 آه  على   النار   لو   اخمدتها   بيدي

 ان  الجراحاتِ   ملّتْ  من  سواعدِنا

 وصار جرحُ الاسى في ظاهرِ الجسدِ

 لقد   تعبْنا    كفانا    صرخةً   واسىً

 فالويلُ    ذقناه   والأهات     بالعددِ

 تبادلوا   صبَّ   نار  الحقد  في   بلدٍ 

تجرع   المرَّ   حباً     بانتظار    غدي

 ياربُّ   عفوَكَ    لطفاً  كنْ لنا   سنداً

 فنحن   دونكَ   شعبٌ  دونما   سندِ

..................

بقلم/ مديحة باراوي


________________________


8_ ( سمو الحب ) 


يذوب على  شفتيَّ  السؤال

فمن يستحم بماء    الجمال

انا  ام     العشق ام  حامليه

ام الليل يجلوه ضوء  الهلال

سكبتكَ عطراً، على اغنياتي

شذياً  فصار  المدى  كرنفالْ

ونحوكَ طارتْ بلابلُ شوقي

لتنعم  يا   قاتلي     بالدلالْ

احبك سطراً   على   دفتري

ونبع  حروفٍ  على كل حالْ

احبك     استنفر   الامنيات

ليسهل  دون هوانا  المحالْ

واستبقُ  الفجرَ  قبل  الندى

واشرب منه الرحيق الحلالْ

فمدَّ   يديك    فتلك    يدي

لنهربَ  خلفَ  قصيِّ   التلالْ

ونكتب     للغدِّ       اشعارنا

هناك     لكلِّ  مقامٍ     مقالْ

................

بقلم/ مديحة باراوي


________________________


9_ ( صرخة ) 


يا حاديَ الحرف  مهلاً  لا تكن عجلا

فإن      للناس        آذانٌ      وافواهُ

فكن مع الشعر  موهوبا   وكن فطناً

واحذر   طريقاً  خطيرا  انت تخشاه

اذا  كتبت  جميلا     وانتهيت     به

فانت    اجمل   من  راقت   سجاياه

فالشعر مرآةُ   مافي الصدر  من درر

وما    يخبيه      عقل انت    مبناه

هي  القصائد    الغامٌ          مجهزةٌ

وقد    تكون  سفيناً   ضاع  مرساه

وقد    تكون   سهولاً   او تكون ذراً

فالخير يكمن  فيما    اختاره    الله

يجيئك   النقد   يوماً    لا   تلام به

إن    قلت   وا اسفي  او قلت  اواه

يراعكَ    الحر   بحرٌ    لا قرار   له

وثق   بأن     مليك  الحسن  يرعاهُ

وُلِدتُ والشعرِ    لكن   لم اكن  ابداً 

كعاقرٍ    تتشهى    الحرف      رباه

.................

بقلم/ مديحة باراوي





10_ ( بلدي ) 

لا المال  لا الذهب الصافي ولا ولدي

يلهي فؤادي  عن الأحلام في بلدي

افتش   الليل   عن   ثوبٍ  اشمُّ   به

عطرَ     المواسمِ  في أثوابها  الجدد

ادق  باب   المنى   حسبي بانك  لي

صوتٌ   وليس وراء  الباب  من احدِ

فليتَ لي  حيلةً    اغفو   على فننٍ

في غوطة  الشام  كي ترضى عليَّ يدي

سوريةُ النبض   ارقى  فوق   ناصيةٍ

والارض قبلة روحي  والثرى جسدي

كم قيل  أن  غداً     ادنى     لناظرهِ

من    رفة الرمش لكن استميح غدي

الوقتُ   عقدةُ   صبري  كيف أحمله

على  يدي     وانا    حبلان من مسدِ

عينٌ   على الغدِّ     يغريني    تفاؤلها

وعينُ    قلبيَ  للامسِ الجميل صدي

.................

بقلم/ مديحة باراوي


________________________


11_ ( ضيف القلب ) 


يدقُّ   بابَ   فؤادي   سيّدُ     الغزل

وكلما   تعبت   كفاه   يضحك    لي

تركته  لصدى  قلبي    ودفءِ   يدي

ورحتُ    أقرأُ   في   أيقونةِ   الأملِ

بدا    كوجهِ    ربيعٍ ،   رائعاً      ألِقاً

تبللت    ارضه   الخضراء     بالظلل

قرأتُ   مالم  يَبُحُ  وردُ   الخميلِ  به

في  وجهه وقرأتُ العشقَ في المقلِ

مضيتُ   ابحثُ  عني  في   ملامحه

في ثوبه ،   فرايتُ  الثوبَ يومئ لي

لمحتُ طيفَ  يدٍ تمشي فويق   يدي

كنسمةٍ    نزلتْ  من  شاهق    الجبلِ

فسال   وردُ   فمي  عطراً     واسئلةً

وضوعه في مطاوي الثوب لم   يزل

وعاد  كالعطر في بال  النسيم   وقد

فاحت  روائحه   الأولى   على  مهل

وقال يا حلوتي  كوني صدى حلمي

كوني   الأماني    وكوني     الشهد

 في   العسل

وأيقظي   كلماتي    من    مخادعها

فالحب   يكمن بين الأحرف   الأولِ

................

تحية لكل الاصدقاء

بقلم/ مديحة باراوي


________________________


12_ ( لكَ الدنيا ) 


لا تسألوني عن    هوى   حبيبي

هو    الندى   ونفحةُ   الطيوبِ 

لا  تسألوني  فالجوى  في خافقي

وفي    دمي    مرارةُ     اللهيبِ

لأنهُ    المآل     والملاذ       كم

أتعبني    وتهتُ     في  الدروبِ

لخطونا   عبيرُ     همسٍ  ساحرٍ

ومنتهانا   في    المدى   الرحيبِ

فالشمسُ  في  قاموسِنا أُرجوحةٌ

خيوطُها    من    خفقةِ   القلوبِ

ماهمَّنا    لو    سقطت      نجمةٌ

ورفرفت    على    فمِ    المغيبِ

عصفورُ   قلبي يشتهي    نافذةً

فالشمسُ   تغري ناعمَ   الثقوبِ

بي   وجعٌ من   عشقِهِ   لاينتهي

يا شمسَهُ !    باللهِ     لا   تغيبي 

بكلِّ    ما أوتيتُ   من     محبةٍ

وما    حباني  من هوىً سكوبِ

سأنتهي    اليك      يا معذبي !

كنسمةٍ     بشرفةِ      الغروبِ

............... 

بقلم/ مديحة باراوي



○○○○○○○○○○○○○○○


13_ ( ظبية شاردة ) 


انا بيتُ  الحب   قلبي وانا

ظبيةُ  الوادي  التي لا  تجفلُ


كُتِبَتْ  عني حكايات  الورى

مَنْ  إلى   شطِ  غرامي يصلُ


طيِّبٌ  قلبي   وروحي سمحةٌ

وبصدري  مهر    حب يصهلُ


حين ارنو لا  ارى  غير  فتىً

ملءُ   عينيَّ     وانتَ  البطلُُ


  هذه  روحي وذا عمري وذا

نبع    أحلامٍ   به       اغتسل


تشرب  الازهار  من  كفي وفي

رئتي   شهقة    عطر      تُثملُ


تلحق   الانجمُ   بي   ما سرها

وامامي    بدرُ     عشقٍ   يمثلُ


ومعي نصفُ  مفاتيحِ   الدجى

وفمي    نارٌ     ورأسي   مثقلُ


انا    بركانُ    غرامٍ       خامدٍ

حين أشتمُّ    الهوى     اشتعلُ

.................

بقلم/ مديحة باراوي


________________________


14_ ( اغنية للحب)

انا   كالطير   اغني   وغنائي

رحلت اصداؤه خلف   المدار


مرةً اضحك    للحب  وقلبي

نصفه يمشي على حر الجمار


ربما   يسرقني   النوم  قليلا

ويقيني الحلم من الف    فرار


ينهل العشاق  من  نبع  حناني

وانا    انهل  من  خمر   الجرار


كل هذا الكون  لي اين  سمائي

أين ارضي اين وجهي اين داري


انا قلبي  ناعم النبض   وعيني

تسبق الخطو الى ارض مساري


لحبيبي كل  عمري كل  عشقي

وله  مني   سويعات  انتظاري


انا إن  يغتالني   عتم   الليالي

يستحم الحب في ضوء نهاري

................

بقلم/ مديحة باراوي



________________________



15_ ( حكمةُ السيف ) 


يافارسَ   البيد   والآفاقُ   مهرتهُ

والشمس سيفٌ تليد   اذ   يباريها


حطت على يدك الدنيا وما برحت

تذيقك القهر  لكن   انت    تسقيها


ياسيد الساح من للسيف غير يدٍ

تذود   عن   اهلها  حباً   باهليها


كأن  للموت   دنيا يستريح بها

اخو   الرجال ويلقى راحةً فيها


فتىً توعّدَ  نار الظلم  فانفتحت

له  الدروب وكادالخطو  يمشيها


فللكرامةِ      ابواب   يمر       بها

من  كان يسكن دهرا في مطاويها


الفارس الشهم تهتز  العروش له

وتنزل  الريح  ارضا    من اعاليها


تجري المقادير  حيث الله يكتبها

وتنتهي  بقضاء      عند   مجريها


يبكي الوجود  على زير الزمان دماً

وصفحة من كتاب   العز   يطويها

................

بقلم/ مديحة باراوي

●●●●●●●●●●●●