الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017

( أنا أخر الباقينَ ) .. بقلم : اسامه الدعمي




عملتُ جَهدي كي لا أكونَ ضحيةً

لكنني لم أبىَ وشاءت الأقدارا ..


ترنحتُ بينَ الظلامِ مُمتزجاً

وتأمُلي أن تطلَ علَي أنوارا ..


كم تمنَيتُ بقربي حبيبتي 

لكنها لن تكُن لي سوى تذكارا ..


أعدوا بأسمالَ الحروف قصيدتي

وتاركاً خَلفي بئراً منَ الأسرارا ..


أيا زمُنً قد أهلكتني عبثاً

وأحلتَ لي حلوَ الحياة مرارا ..


أيا نسيانٌ هل تُعلمَ خافقي 

نيسانُ من زرع الأسى وتوارا ..


ماذنبَ قلبي ربيعَ أيامهُ تكسرَ

غصنهُ وغدا على الدروبِ دمارا ..


أنا أخر قصيدةً كتبُها شاعراً

وبِها حارَ القارئُ وأنهكَ الأفكارا ..


أنا أخر الباقينَ خلفَ رحيلِهم

كتاباً فيهِ قِصصٌ من الأشرارا ..


أدونُ في الدفاترَ تقهرَ أحرُفي

وأرى دمعي على الأوراقِ أثارا ..


كنتُ صبيا مانتظرت يوما هدهداً

يأتي من المجهولِ بالأخبارا ..


عَصف رياح الهم لن تعرف وجعِي

إن مللتُ السيرُ في الأقطارا ..


رجمتني بكُل قسوةٍ ثم أعُتذرَت

فبعدَ الموتَ هل تُنفعَ الأعذارا ..


قد عشتُ حراً رغمَ الزمان مقيداً

وكاهلي الشموخُ في أي قرارا ..


قد أنتقدوني كثيراً في عُزلَتي

وقالو لي حقاً أنت غريبُ أطوارا ..


تبسمتُ بسخريةً وقلت نعم

غريب الأطوارِ أنا وغريبَ للدارا ..


حيثُ قصيدتي دونتُها غنجاً

وقدرتها عليَ وتراً من الأوتارا ..


أدمتُ سرَ قلمي لو لامسَ يدي

يبوح قهراً على الأواقِ أشعارا ..


البحرُ حينما يشتدَ الموج بهِ

تيسر السفينةُ جهراً مع التيارا ..


وها أنا التيارُ وموجَ زماني

جهراً ليسَ سراً بيَ أنا سارا ..

_________________

بقلم

اسامه الدعمي 

7 / 8 / 2017

 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق