إشادة ومقدمة لديوان ( من خلف إبتساماتي ) للشاعرة اللبنانية ( ناريمان معتوق )
بقلم : الاستاذة هالة إسماعيل
مقدمة :
إنّ السّيل الجارف من العطاء والإبداع دفعا بي لقراءة ديوان الشاعرة (ناريمان معتوق)وقد أيقنت بعد القراءة المتمعنة أنّ التجربة الشعرية للشاعرة تشكلت من ثقافة فطرية نتيجة الارتباط بالزمان والبيئة ، فالشاعرة ولدت في بلدة وادعة في تلال لبنان الشامخة ، وفي مناخ الخمائل وضوع البنفسج وجمال طبيعة وهبها الله ميزة فريدة..
ففي ديوانها (من خلف ابتساماتي) قصائد متنوعة في أفكارها ، فنجد في نصوصها التلازم بين الشعر والزمان لأنّ الزمان يتحكم في كلّ شيء ، وقد رصفت الشاعرة ذاتها برؤية واضحة كما أرادتها في أغلب القصائد ، وذهبت بخيالها إلى حالة لايمكن بلوغها إلا باللاوعي التي هي طاقة كامنة في داخل الإنسان ، وقد هربنا معها إلى الخيال بإرادتنا المصحوبة بالسعادة والبساطة والأناقة..
فالحب في قصائدها يهيمن فلا يمكن أن تتصور شعراً يخلو من الحب ، فإنّه يصبح كقطعة خشب منحوتة لاروح فيها ، فالحب تقمّص لروح الجمال وهو منتهى الإبداع وغايته ..
ففي قصيدتها المعنونة(أنثى بطعم السكر)تركت صدى الأهازيج تعكس طيف امرأة تتراقص على أوتار الأحلام ، ترشق بماء العشق أرضاً يبابا ، لتورق فيها أغصان الحنين ، فالمرأة في ديوانها روح وغنج سوسنة عرشّت على أغصان الأمل ، وسكبت خمراً في كؤوس من أقاح..
شاعرتنا فاضت دواتها بحبر فأبدعت شعراً ،
فتّشت عن شعلة لاتنطفئ جمرتها في لحظة الغياب ، أشعلت في دياجير الظلام قبساً من نور ، أوقدت الحنين في الذاكرة ، شاعرة نديمها ضوء الصباح ، وكلماتها شفاء للجراح ، وقد حملت في قلبها قنديلا لاتنطفئ جذوته عندما عادت بنا إلى مراتع الطفولة ومدارج الصبا في قصيدتها ( كطفلة هاربة من دفتر)غازلت فيه الورق ، وناغت فهارسه ، ولملمت فتات ذكريات على رصيف الأيام ، وقد قاست فيها مسافات الطريق باللهفة ، وتقلّدت ذهب السنابل ..
وأخيرا :
أقول الشعر مرآة تعكس حالة ذاتية قابعة في النص لاتنفصم عراها عن الشاعر ، والعنوان هو أول لقاء محسوس بين الشاعر والقارئ ، والنصوص الشعرية هي امتداد لروح الشاعر ..
نبارك للشاعرة ناريمان معتوق إصدار ديوانها الشعري مع تمنياتنا بمزيد من الإبداع ..
والسلام
بقلم : هالة إسماعيل
____________________________
الأول
.. ما زال ظلك يتبعني ..
.................................................
ما كنت لأراك وظلك يتبعني
والسكون هدّأ من روعتي
بت والكلمات وحيدة
أتنشق عطرك ، أنفاسك ،
وروحك تسافر بي إلى البعيد
افتح لي قلبك
فالبعاد هدّ حيلي
آلمني ،
عذبني ،
وأنا بيني وبين ذاتي أصرخ
أعاتبك
البعاد دون أن تنبس بكلمة واحدة رحلت
ولكن لم أعد أدري متى اللقاء
وأنت رغم ضعفي والصمت الذي يدوي
رغم صقيع ذاتي ،
رغم آلامي ،
رغم محطات الحزن التي تعتريني ،
ورغم وحدتي ما زلت أتنفسك عطراً
من بين أضلعي التي تكسٍرت
فكنت لي
كلمة ،
حرفاً ،
أنشودة ،
وهنا بعض الصقيع يلفني
وحيدة بين أصابع الليل التي
قيدتني بها ، كبلتني
وبصمت على جبيني قبلة واختفيت وراء السحاب
نعم رحلت أنت ....
ولم أعد أعرف متى اللقاء من جديد
علّي أراك في ليلي
كحلم ،
كأمنية ،
كصورة وتذكار ،
لكن ليتك تأتي رغم موعد النسيان
(ما زال ظلك يتبعني).
بقلم : ناريمان معتوق
____________________________
الثاني
.. دعني أشقّ عباب البحر بقصيدة ..
...............................................
دعني أرتوي منك
فجراح الأمس مازالت تكويني
تحيك لي مكائد الحنين
وأنت تنظر من البعيد
دعني أسرح بعالمك
وأبلسم جراحاتك
وأدعوك لسهرة مع القمر
نتحاور ونمسك يد النجمات
ونسرح بعيداً عن أعين البشر
هل ما زالوا يفرحون لبكاء القصائد؟
(دعني أشقّ عباب البحر بقصيدة)
وأمزّق صدر السماء بأصداء همساتي
دعني ألامس بعضك
وبأناملي أزرع الشوق في عينيك
دعني أكتبك لحناً يترنم
على قيثارة الحب
دعني أكتبك بين قصائدي
لحناً لن يأفل
دعني أكتبك بأنامل موجوعة
عن البعاد
والحنين
وغربة الوقت الحزين
وكم أنا مشتاقة للغزل
لحورية البحر والسهر
دعني أسبح في خيالك
وأبصم على أوراق الخريف
كم أنت مسافر عبر أوردتي
كم أنت تحتل مساماتي
كم وكم أنت قريب
حتى من أحلامي .... وذاتي .
بقلم : ناريمان معتوق
____________________________
الثالث
.. طيف مشاكس ..
................................................
طيفه يشاكس ظلي
وأنا متعبة
مرهقة
حالمة
غيرة تتقد داخلي
أشتاقه وألف كلمة
من حب
يسبقها طيفه واعتذار
طيفه المتمايل يأسرني
يعزز فيّ
جنون الحب
يأخذني حيث
الصحوة الأولى
يرميني بين
مخالب الليل
ك حلم وذكرى
وأدراج مخبأ
فيها بعض أمنيات
تعاتب بعضها
على مسمع
الأحرف الخرساء
تتلون بعض الذكريات
كقوس قزح
جميلة الألوان
يصادف بعضي (طيف مشاكس)
وكلي أمل بلقائه
بين أجنحة الليل
يسامرني
يقف قاب قوسين أو أدنى
من أحلام بعثرها البعاد
يهز فيّ مشاعر يتيمة
ويرحل طيفه
ساعات الفجر الأولى
معلناً بداية حياة
وموت سريري لمشاعر قيدها الزمن
بقلم : ناريمان معتوق
____________________________
الرابع
.. صورة بألف معنى ..
...............................................
ما عادت الحياة لها معنى
الصمت تكسّرت أجزاؤه
والحياة تغيرت
وأنا ما زلت أبني من الصمت عزلتي
والكلمات هي الترياق الخاص بي
أزينها عبر السطور بحب
ما زلت أتنزه بعيداً عن ألألم
الذي يخبو ويختفي داخلي
أناملي باتت تكتب عنك أيها الصمت
الممزوج بدمي ،
بدموعي ،
بآهاتي ،
ما زلت أحلم بكل تلك الأشياء
التي تنزهت عنها ذات يوم
عيون تلاحق صمتي
تجعلني أكتئب أكثر
وما هو الكلام غير فضفضة بين المحبين
ولمن يخون فيك الكلمات
نعم أنا هنا وحيدة أرسم ضحكة من فصول
ولكل فصل ضحكته الخاصة
أيا بائع الحب تعال
أرسم لي صورة بألف معنى
دعني أشتري من الحب ما يكفي ليلتي
اليوم سيأتي حبيبي
الذي هاجر منذ سنين
تركني للهجر ،
للدموع ،
لليأس ،
للعذاب ،
تركني عند آخر محطة غدر وسافر إلى البعيد
(صورة بألف معنى)
بقلم : ناريمان معتوق
____________________________
الخامس
.. أكاد أختنق ..
...............................................
أكاد أختنق ....
كل الحكايات هباء
ضاعت لم تعد تتنفس
غرقت بأوهام ووحول الذاكرة
كل قصص الحب ممزوجة بالآهات
كل أسمائك المملة تاهت
وسط عيون الحاضرين
لم أعد أسمع وأشعر بنبضك
أحلامي سرقتها مني يد ساحرة
وأنت هناك
وأنا أعدّ الأيام ببعادك
تهت والمكان
سرق الليل النوم من أجفاني
صرت أقطف نجوم السهر
وأنظر إلى القمر
صورك ماذا أفعل بها؟
أحاديثك ،
ثوب الرحيل ،
صوتك الخائن ،
علمني أشياء وأشياء
ما زلت أحمل بين كفيّ همومي
وهمساتك المسكوبة
وبعض أشعارك على الورق
وحلم عجوز تثرثر عنك أكثر
وعلى أوراقي البالية ألف سؤال من ندم
همساتك ،
لمساتك ،
نظراتك ،
وأحسّ بك تناغيني
تداعبني
تسرقني من عيون الحاضرين
وأنا بيني وبينك مسافات من سفر
طيفك غادرني على عجلة
كما أنت
وأنا كل يوم أسافر إليك بليلي
أحمل معي ثقل ليالٍ طوال
علّك ترحم آهاتي
فأحزّ خاصرة الوجع
أنزف
أتألم وحيدة بصمت
اسكب على جرحي من رحيق شفتيك
اقترب رغم المسافات
ضمّ يد العدم فأنا ما زلت وحيدة
ودعني أصادف بعضك في ليلي
تغتالني ألف كلمة من حزن لبعادك
وألف معنى من خوف عليك
دائماً أنتَ هناك رغم مسافات السفر
(أكاد أختنق)
بقلم : ناريمان معتوق
____________________________
السادس
.. لا تحاول ..
................................................
لا تحاول الوصول إليّ
باحثاً عن ذاتك فيّ
تقلّم أظافر الغياب الطويل ساعة تشاء
لا تحاول ....
منذ ليلة الأمس
وأنت تمشي نحوي تحاول ترميم لحظات البعد
كنت والقرب في آن واحد تراهن على بقائي
جنباً إلى جنب حول أمنياتي
تتعثر برداء أحلامي الطويل
لا تحاول أن تندمج أكثر مع ظلي الساكن معك
تتبعني وأنا أهرب مني إليك
أستغل لحظة نادرة
لأثبت لك كم كنت حبيبي
لا تحاول أن تكتب لي قصائد من حب
تتغزّل في ربيع أيامنا
تكتبني وترسم ضحكة على وجهي
ترسم أرجوحة مع ظلي المتمايل
تعتب على لحظات البعد
لا تحاول .....
ابقَ كما أنت
نائماً بظل السكون تحتضن غربة ذاتك
تطأ ألف سلّم للوصول إلى عينيّ
تقبّل يد الحلم وتتغزل بالقمر والنجوم
كي تصل إلى أحضاني .... نعم إليّ....
لا تحاول....
(لا تحاول)
بقلم : ناريمان معتوق
____________________________
السابع
.. أنثى بطعم السكر ..
.................................................
ذات مساء
تاهت من دفاتري أنثى
كنت أرسمها
(أنثى بطعم السكر)
تلعب على حبل من نار
حوله تتمايل
تتراقص
تعزف لحناً شرقياً
تحبو على الورق كطفل صغير
تتأرجح بين أحلامي
انتظرتها أن تأتي
من خلف ابتساماتي
تظلل أيامي
التي تاهت بدربها
هيأت ذاتي
قطفت بعض زهور
تعشقها
رسمتها
آه .... ووددت لو أنها تتكلم
ردّدت بيني وبين ذاتي
(حبك لن يزول أو يتكرر )
روحك وسكون الليل تعانقا
أصبحا دون أثر
ذات يوم
هيأت ذاتي لملاقاتها
فكنت أنا سيد أوقاتها
لرحلة ...
لسفر ...
لعيونها الخضراء
كأشجار الصنوبر ،
بت أتوه في دربها
لحظات الوجع
وأطبع قبلاتي على الورق
أخاف الرحلة أن تطول
تفقدها الأثر
وأخاف أن يضيع العمر
ولا ألقاها بدربي
وبعدها تذوب فتتبخر
بقلم : ناريمان معتوق
____________________________
الثامن
.. عام مليء بالخيبات ٢٠٢٠ ..
.............................................
الآن وقد انتهيت من لمس جرحي الغائر
من دمعة حزن تعتريني
من أيام سود كالليالي
الآن انتهيت وما عدت أعرف كيف هو الطريق
وإلى أين سوف اتجه
وإلى متى سأرى خيباتي واحدة تلو الأخرى
تتهاوى أمامي كقط يهرب من خياله
عام مليء بالخيبات ٢٠٢٠
بكيت من جرح عزيز
وموت من علمني كيف أقف
وكيف أمشي
وكيف أحمل الألم ولا أتألم
وكيف أنسى من نسيني
وكيف أعشق من يحبني
وووووو.....
ألا وهو الغالي أبي الحبيب
داويت جراحي بنفسي
وعلقت على باب غرفتي
لا للحب،
لا للألم،
لا لغزو أحلامي من جديد
نسيت مفتاح قلبي خارجاً
علّ أحد يتبع ظلمتي ينير عتمة ليلي
ويأتيني بالخبر اليقين
ما زلت ألمس جرحي وأتألم
وحكايتي ما زالت تكتبني
كروح شاردة في لوح النسيان
هات يديك أيها الطيف
واحملني إلى وجهة لا أعرفها
وامسك يداي بخفة ساحر
وحاول ترميم صورتي الأخرى
بدّل معالمي....
التي هي هناك في عالمي الثاني
ثم نم غريباً عما يحيط بي واتركني للزمن
(عام مليء بالخيبات ٢٠٢٠)
بقلم : ناريمان معتوق
____________________________
التاسع
.. مرآة ذات حلم مزيف ..
................................................
عندما نغلق نافذة الأمل
نفتح ألف باب لليأس
تضجّ غرفنا بالصراخ ليلاً
وتموت فينا ألف حكاية من حب
نحن هنا نبني قلاعاً دون حجارة
نبنيها بكثبان رمل لتتطاير ليلاً
من جديد في وجه ريح عابسة
علمتنا ذات يوم كيف نتجه عكس الريح
ها هنا الحكايات بدأت
كعربون صدق بين المحبين
لتولد من جديد تلك النائمة الحزينة
لكن أين نحن من تلك الحكايات
جلّها كذبة بيضاء
ونحن على مدرج النسيان
نعلّق بحبال من وهم مسارنا
ليلة أمس كانت عقيمة من وجود أحبائنا
باردة وخالية من أجنحة الدفء والعودة إلى الديار
كانت وعوداً كاذبة....
ووردة ذات انعكاس على مرآة ذات حلم مزيّف
تافهة هي الحياة عندما تخلو من وجوه أحببناها
تافهة هي الشوارع عندما نمشي عليها ببطء تتكسّر آمالنا
والأضواء والسيارات عارية من أنفاس الحب تلك
(مرآة ذات حلم مزيف)
بقلم : ناريمان معتوق
____________________________
العاشر
.. الشقيّ المشاغب ..
................................................
راقصة على نبض الحروف الندية
عبر السطور تقلّم أظافر الغياب الطويل
وتتبعك إلى وجهة تعرفها
تتبع ظلك الآتي أيها المسافر
عبر دمي ،
عبر أروقة ذاتي ،
التائه عبر الفصول القابع في مخيلتي
تعال نغزل من الحروف أجملها
ومن رحيق الزهور عبقاً يندمج بدمي
لماذا لا تتسلل عبر مساماتي في ليلي الحزين
توقظ فيّ مشاعري الدفينة
وتتعقبني كمجنون تائه
ويحك من لمحة العذاب تلك
التي تتناول وجهي ساعة تشاء وأنا الحزينة
لماذا التعجب وكلي يقين بسرقة مشاعرك كل يوم
وأنا أتبّع زلاتك ،
أخطاءك ،
أحلامك المبعثرة ،
لماذا كل هذا القلق مني ومن حكاياتي
ومن صفعة القدر تلك على جبين الماضي
لماذا كل هذا الحزن المقروء
على وجهك ،
وملامحك ،
وعيونك ،
نظرة استغراب يتخللها ألف حزن من الآتي
أيها الشقي المشاغب الذي يتبع أثر أقلامي
يقرأ قصائدي بكبرياء
ويصفع آخر خطأ ارتكبته بحق الحروف ومعاناتها
وكل يوم على أمل اللقاء بك أيها الشقيّ المشاغب
(الشقيّ المشاغب)
بقلم : ناريمان معتوق
____________________________
الحادي عشر
.. قل لي ..
...............................................
ماذا يعني لك الانتظار
انتظار كلمة ،
رسالة ،
وفتاة أمل ،
ماذا يعني لك أن تنتظر كلمة تغذي بها وريدك
ماذا يعني لك قل لي
ماذا تعني لك كلمة ترتفع بك حد السماء
تقطف بها النجوم وتسهر مع القمر
تعدّ ألف نجمة تجمعها وتبعثرها من جديد
ماذا يعني لك ....
أن تنتظر بشوق لقاء ذات حلم بعيد
يعيدك إلى دفء المحبوب ليلة شتاء باردة
قل لي ماذا يعني لك
أن تبحر بعمق الكلمة وتمحو الألم
وتستيقظ كل صباح على بسمة من تحب
وتغفو بين أحضانه بأمان
قل لي ماذا يعني لك الانتظار
وأنت تذوب من العشق
تنتظر من تحب ليغدو صباحك أجمل
وأنا أنتظر أن يصبح يومي معك عطر الورد
لكني أحلم وحلمي بعيد المنال
لا بل مستحيل ....
(قل لي)
بقلم : ناريمان معتوق
____________________________
الثاني عشر
.. كطفلة هاربة من دفتر ..
................................................
عندما تلمع بين يديّ فكرة مجنونة عنك
أتابعها بفضول وحب، أغزلها
أضع لها ضفائراً من حرير
أحارب فيها ظلك
وأسمعها كلماتك ،
حبك ،
أهازيجك الجميلة ،
عندما تلمع بين يدي فكرة جريئة عنك
أشدّ شعرها على الورق
كطفلة هاربة من دفتر
أقيدها بسلاسل الحب
وحين تتعبني أتسامر معها
فتفقدني بعضاُ من الإتزان داخلي
وأقهقه على حبوها نحو دفتري من جديد
أكتب أفكاري على الورق
وأحاورك علّك تفهمني
تحميني من كابوس يعلق بأفكاري
كم من الصخب داخلي
وأنت دائماً تسافر حيث أنا
تجتمع معي على الحلوة والمرة
دائماً تغازلني على الورق
أفهمك أكثر...فتبتعد
وتبتعد عن أحلامي التي توقظك أيها المسافر في دمي
(كطفلة هاربة من دفتر)
بقلم : ناريمان معتوق
____________________________
الثالث عشر
.. أينما أكون ..
.................................................
حين تلمع فكرة فيّ ولا أكتبها
تعانق ذاتي ألفاً من المرات
قبل أن أنثرها والقلم
على حافة أوراقي أقلّبها فيّ
وأعانقها ألوكها في فمي
أحولها لحروف متناثرة
دائمة الحضور حروفي
حين تتغلغل داخلي
تقطن فيّ
وتحولني لمرآة ناصعة
تكتبني على لوح ذهبي
والحروف دائمة حاضرة معي
حين يحتلها
الوجع ،
الحب ،
الفرح ،
جلد الذات ،
دائمة هي في ذاك المكان داخل قلبي
كم حملت بين كفيّ أوجه الفرح
وكلي ينادي بعضي
كلي يتألم
كلي يحزن
كي أرى الصورة أوضح
الحاضر ملون،
بت أكره اللون الأسود
مهما حاولت ...
فرمادية أيامي يسحقها فكري والانتظار
(أينما أكون)
بقلم : ناريمان معتوق
____________________________
الرابع عشر
.. إمرأة الظل ..
................................................
كم تمنيت أن أكون جانبك
حتى وإن كنت ( إمرأة الظل )
كم تمنيت أن توقظني
أحاسيس العدم
وأغفو على حضنك القاسي
وأشرب نخب أيامك
كم تمنيت أن ابقى قربك
ساعات من حلم الأمس واليوم
نتشاجر معاً ...
ونستيقظ على شرفة أيامنا
كأن شيئاً لم يكن ...
نشرب قهوة الصباح ،
ونشّم عطر الزهور ،
فتغرد لنا الطيور ،
ونستمتع بمغيب شمس ،
وبرحلة شاقة إلى عالم المستقبل
أستقبلك فاتحة ذراعيّ للمغيب
أرتشف حبك أكثر
أدنو منك أكثر أقبلك
وأقابلك في يومي وأمسي
وعند المساء
أشعر بلفحة برد قارس
فتغطيني بذراعيك
تدفئني أنفاسك فتعلوني فرحة
تقص عليّ حكايات من خيال
وكم تمنيت أن أكون،
أكون لك وحدك ...
بقلم : ناريمان معتوق
____________________________
الخامس عشر
.. ثمة أشياء ..
.................................................
ثمة أشياء نحتاجها كالملابس
كأرجوحة تحت شجرة عارية
كالطفولة تخطف الضحكة من ثغرنا
ونحن بأمس الحاجة لعناق
لفم تتكسّر عنده أعظم الكلمات
ثمة أشياء نحتاجها
ولو كانت تتكدس كالحجارة حولنا
وتعيق محاولاتنا الكثيرة في النهوض من جديد
في تخطي حاجر الصمت
كما هو الربيع يزهر حولنا
كما الصيف يحرقنا لهيب شمسه الحادة
كلنا نحتاج لعناق يأخذنا لأكثر من رحلة
لأكثر من حلم
قادنا كما الفراشات على الأزهار
كما الحنين إلى قلب عاشق ولهان
نحّن للحكايات القديمة
التي نلبسها بمقاسها الصغير علينا
نحّن للعبة الغميضة مع أترابنا الذين تركوا دربنا
نحّن لحكايات جدتي وضحكة أبي التي فارقتنا
التي تشعرنا بالدفء ليلة شتاء قارسة
وإلى أين نتجه رغم الضباب الذي يعيق تقدمنا أكثر
إلى أين نتجه ونحمل معنا متاع الغربة
أكثر من ذي قبل نحاول
إلى أين نهرول رغم الألم ....
وانكماش مشاعرنا المبتورة إلى أين...
(ثمة أشياء)
بقلم : ناريمان معتوق
____________________________
ديوان الأديبة الشاعرة اللبنانية ( ناريمان معتوق )
بعنوان : ( من خلف إبتساماتي )
جميع الحقوق محفوظة في
منتدى الشعراء والكتاب والمثقفين العرب

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق