الأربعاء، 3 فبراير 2021

ديوان لحظة تأمل للأديبة زهراء منانا



اشادة ومقدمة ديوان ( لحظة تأمل ) للأديبة اللبنانية زهراء المنانا 

بقلم : نادرة مخلوف ( لين روز ) 



المقدمة :



سنمتطي صهوة احد الاقلام الساحرة والمبدعة 

ونبتعد عن عالم الواقع

ونهرب الى الخيال الجميل . 

سنحلق فوق جبال لبنان التي قالوا ان جمالها يفوق الخيال .. وأنها فتنة من مفاتن الارض .. او قطعة من السماء 

تغنى بها الأنبياء والشعراء منذ اقدم الأزمان ووصفوها ببلد ملتقى الثقافات والحضارات .. تمتاز بجمال اخاذ .. فمن الشاطئ الازرق الى القمم العالية والاماكن التراثية المحفورة في ذاكرة التاريخ ..

ففي تلك الربوع وبين اشجار الارز نطق قلم شاعرتنا المتالقة زهرة الشرق "زهراء المنانا " بأهات ومشاعر انسانية صادقة ..

تفتقت طاقتها الإبداعية فكان شعرها الحان وألم .. 

ترثي وطن ممزق فتقول " عندما تمزقنا الشواق .. ولا احضان وطن تحضننا . ويصبح فرحنا وحزننا هذيان وغصة تقتلنا . 

نعت وطن نهبت ثرواته . وتعثر في ثوب الطائفية والحرب الاهلية فكان ديوانها لحظة تأمل نطق بالمشاعر الفياضة لوطن مخضب بلون الدماء .. وامال ضائعة .. واحلام مفقودة . فقالت : " انا من زمن باع اوطانه بأبخس الأثمان . بعدما من كرامته افلس . .ولدت في زمن تاريخه بدماء اطفاله يكتب ويغمس .. وكل الحقاءق تغتال فيه والجثث في المجازر تطمس .

انها صفعة القدر كما وصفتها . انه فساد ينخر جسد لبنان الجميلة ..

كما نعت في قصيدتها " وتبقين الابهى ايا بيروت " اللؤلؤة الثمينة بيروت التي تحولت إلى مدينة منكوبة تتقاذفها العواصف السياسية والفساد والطائفية فخاطبت بيروت "ايتها المدينة الساحرة الابهى ماذا فعل بك هؤلاء السحرة المشعوذين الاشقى .. واحرقوا ثوبك الانقى ..

و ها انتِ اليوم مشوهة .. موشحة بالسواد .  

انها مشاعر متوهجة بالوطن والحب . وحروف متوقدة . ملتاعة .. متألمة لما الت اليه لبنان الحبيبة و معاناة شعب يأن تحت وطأة الفساد .. فكان حزناً يقطر ابداعاً اذ عندما تتلبد السماء بغيوم الأسى صنعت

 شاعرتنا لنفسها جناحين نحو السماء فأمطر قلمها جمالا وحروفا تتوضىء بالورد والياسمين .. وتشع بحب عميق للوطن .. لبيروت التي خاطبها نزار قباني بقوله " قومي من نومك يا سلطانة . يا نوارة . يا قنديلاً مشتعلاً في القلب ... قومي كي يبقى العالم يا بيروت . ونبقى نحن ويبقى الحب ..

اليكم ديوان لحظة تأمل الذي يحمل نصوص معبرة عميقة تتجسد بالواقع

 نغوص من خلالها في عمق الحقيقة .. ونعبر الجسر الممتد امامنا للسفر نحو الجمال .. الى قصائد شاعرتنا الحساسة وشعرها الذي يعكس لنا لون الحياة وخروفها المتوازنة والممتعة .. 

تعالوا نعيش لحظة تأمل من أنامل وإبداع الأديبة الرائعة زهراء منانا ..  

ونردد مع فيروز .."من قلبي سلام لبيروت . ..وقبل للبحر والبيوت . 

بيروت من تعب و من ذهب (محمود درويش) 

ولنبكي عروبتنا . 

والسسلام 


إشادة ومقدمة بقلم : نادرة مخلوف ( لين روز )

 



___________________________


الأول 

.. صفعة قدر .. 


.............................................. 


عندما نستجدي الأنفاس ، 

من الهواء كيّ لا نختنق .. 

ونتوسّل الليل ، أن يمنُّ علينا بعض من فتاتِ 

احلامه ونلتحف الغيوم 

 وسادة لنا كيّ نغفو ...


وعندما نبحر إلى 

شطآن غربةٍ وغياب

نفتش عن وجودٍ لنا 

أو إنتماء 

ونغوص بها أكثر وأكثر ، لننتشل

ما تبقى لنا من كرامةٍ 

 وكسرةُ خبزٍ بها نحيا ...


وعندما نلتمس الهلال 

لبدء صومنا عن الحياة 

مؤمنون نتعلثم بصلاتنا 

وكافرون ترجمنا شياطين الظلم

 لأننا

 نرجوا التوبة . 


لنا أوطان ...


وعندما تُمزقنا الأشواق 

ولا احضان وطنٍ تحتضننا

ويصبح فرحنا وحزننا 

هذيان وغصّة تقتلنا

وعندما نعود ولا نعرف 

إلى اين المصير يحملنا 

ولم نجد كلمات ترثي حالنا

وعندما لم تعد السنين 

تتسع لأحلامنا وأمالنا 

ولا من بارِقةِ نورٍ للحياة

تلوح لنا من أفق ...


ما نحن سوىَ عبءٍ ثقيل

على عمرنا

 أما أن ندفنه 

او يدفننا ليرتاح منا .! 


فالحياة لا تليق بالضعفاء 

وما نحن سوىَ مهزومين 

محبطين مقيدين منهكين

 حتى أخر نفس يرشح

 من انفاسِ الحياة ...


بقلم : زهراء منانا


____________________________


الثاني

.. زمن العار .. 


................................................ 


أنا من زمن 

انسلّ تحت جنح الليل 

قبل أن يعسعس ...


أنا من زمن أطبق

 رئتية على شهقةِ

فجرنا كي لا يتنفس ...


أنا من زمن باع

 أوطانه بأبخس ألأثمان

بعدما من كرامتةُ أفلسَ ...


أنا من زمن تُعتبر

فيه المرأة عورة 

والفاحشة في ثقافتهِ تدرّس ...


أنا من زمن أمة

 أبناءها يتذابحون وعدوها 

يستبيح قُدسها وطهارة

 حواريها يدنّس ... 


أنا من زمن

كل ما حاول التوبة والغفران 

اغواه الشيطان

 وفي دينه وسوس ... 


أه ليتني ولدت 

في زمن تاريخه ألأندلس ...


وما ولدت في زمن تاريخه

بدماءِ أطفاله يكتب ويغمس ...


كل الحقائق تغتال فيه

والجثث في المجازرِ تُطمس ...


وكل ما يشغل بال علماءه 

يتشارعون من قبلِ هلالٍ

صِيامه وافطار عيده 

 يلتمس ...


بقلم : زهراء منانا 


____________________________


الثالث

.. دهشة الروح .. 


................................................ 


طوبى لمن

 إرتحلَ عن وجوده ، 

واستوطن الدهّشة

في غياهبِ الوجود ... 


باحثا له 

عن سعادة أبدية

 في منفى

الروح ليحتضنه وجود ...


يرتٌل في سرِه

آيات عشقٍ 

من تنزيلِ الوجود ... 


لا يفقهُ تأويلها 

الا الراسخون في العشق

واسرار الوجود ...


بقلم : زهراء منانا


____________________________


الرابع

.. فقراء ولكن .. 


................................................ 


تُرى

هلّ أودع الأنبياء

نبوآتهم في أكف الفقراء

 حين ارتقوا الى ملكوت الله 

وتركوها أمانة

لديهم الى حين يبعثون ...


وحين ارهقَ 

الجوع قلوب الفقراء

تراءى لهم ما يحملونه 

في ايديهم 

ما هو سوى رغيفٍ به يحلمون ...


تُرىَ 

هل هم كفروا بالجوع

 أم كفروا بإيمانهم 

أم تراهم أودعوا الله

سرٌهم ولبثوا في الأرضِ

الىَ حينِ 

جياعاً مؤمنون ...


بقلم : زهراء منانا 


____________________________


الخامس

.. لا سواهم سعداء .. 


.................................................


همٌ ليسوا بعراةٍ فقراء ...

لكنهم تعرّوا 

من اجسادِهم 

كي لا تتدنّس بأثوابِ الخطيئة 

وأستتروا بعين الله 

لهم رداء ...


هم ليسوا بحفاةٍ فقراء

لكنهم نزعوا منهم 

أقدامهم علىَ أعتابِ

الحياة حتىَ لا 

تتلوث بطينِ الشقاء ...


وأنتعلوا خُطاهم 

طريقاً الى الله

 ليصلوا اليه

خاوية قلوبهم من الذنوبِ 

أنقياء سعداء ...


بقلم : زهراء منانا


____________________________


السادس

.. غفوة في حضن القمر .. 


............................................... 


يسكنني الليل

كأنٌي دائما على سفر ...


وسادتي الغيم 

ودمعي المطر ...


لم يروادني هطولِ حلمٍ

ولم يغَشني البصر ...


لكن من جنوني

 شبه لي

 إني نجم

أغفو في حضن القمر ...


بقلم : زهراء منانا


____________________________


السابع

.. حلم تائه .. 


................................................ 


ما نحن 

سِوىَ حلمٍ تائهٍ

شرب حتىَ الثمالة 

من سباته وارتوى ...


عندما حاول

 أن ينسّل 

من ليلِه إلى فجره 

غفى ، 

كطفلٍ صغير 

يلهو بصراخه

ويحطم الدُمى ... 


وكلما أيقظوه 

من غفوتِه 

صاح كفىَ

كفىَ ...

وغفىَ ...!


بقلم : زهراء منانا


____________________________


الثامن

.. شذرات عشق .. 


................................................ 


دنوت من عشقهُ

وما لامست أبواب العُلى ...


سرّني بهاء نورٍ 

في القلبِ تجلّى ...


شذرات عشق 

تناثرت في ثناياه

وفيض من شوق

 علىَ ضفافهِ تدلّى ...


لامسَ شفير الروح 

قاب نبضٍ 

او أدنى ...


كأنه بغير عشقه 

ما أبتلى ...


وكأني بحالِ 

 بِما أبتلى

 كُنت أدرى ...


بقلم : زهراء منانا


____________________________


التاسع

.. وتبقين الأبهى ..


................................................


 أيا بيروت 

ايتها المدينة

 الساحرة الأبهى ... 


كيف أصبحتِ

 لعشاق الحب

والجمال غربة

ومنفى ...


ماذا فعل بكِ

 هؤلاء السحرة

 المشعوذون الأشقى ...


 القوا

 على وجهكِ

الجميل طلاسم 

حقدهم الشيطانية

 وقرأوا عليكِ

 تعويذة الشر

وأحرقوا ثوبكِ

 الأنقى ...


وها أنتِ 

اليوم مشوهة

 موشحة بالسواد

وكأن الظلام

أطفئ النور 

  في عينيكِ

كي لا تَرى ...


تلقين عصاكِ

في وجُوههم 

فإذا بكِ

من غضبكِ

 قد أصبحتِ

حية تسعى ...


بقلم : زهراء منانا


____________________________


العاشر

.. جنون قلم .. 


................................................


وكدتُ أقول 

بأنَ غيوماً تمطر 

عطراً رقيقاً

 وأكثر ...


وأن النجوم 

علىَ راحتِيكَ 

ستنبعُ ضوءً

تفجّر تفجّر ...


لديكَ حروف 

تداعبُ همسي 

وتنبضُ سطراً

اليكَ تسطّر ...


شوقاً وألواناً

 وصور ،

جنون قلم 

يداعبُ دفتر ...


بقلم : زهراء منانا


____________________________


الحادي عشر

.. لحن الوجود .. 


................................................. 


اعزف ما شئت 

من آهاتِ أشجانك

لحناً للخلود ...


حطم داخلك كل 

اوتار القيود ...


ما أنت سِوى

 صدى لنغمٍ ثائرٍ

 في الوجود ...



لا تدع قيثارة الأيام 

تعزفك كما تهوى 

وتملي عليك عزفها

 بما تجود ...


ما عذب اللحن إلا 

شدو منكَ مردود ...


تُرى أن ترنح صداه 

هل إليك يعود ...


أترك للروح نغمِ

عزفها يصمت خفقان 

الوجد فيها ويسود ...


 دعٌ أنفاسكَ سراً 

للحياة فيكَ موجود ...


وأترك الأحلام تراقص 

نبض قلبكَ ربما

 تلتقي ذات لقاء 

نصفكَ المفقود ...


لتعزفا معاً أجمل 

لحن عشق

 كان في خزائن 

الروح مرصود ...


بقلم : زهراء منانا


____________________________


الثاني عشر

.. يا ليتنا .. 


................................................ 


ليتنا ننجوا

ببعضٍ مِنا 

قبل أن تمضي  الأيام بنا 

الىَ حيث

لا نتمنى ...


كأنه كُتبَ 

 علينا أن نسلخ

 من وجودنا

 رغماً عنا ...


مكرهين لنمضي

ونترك خلفنا 

كلنا ...


بقلم : زهراء منانا


____________________________


الثالث عشر

.. فراغ .. 


................................................ 


لمّ نُولد 

من فراغٍ 

لكنه أحِتوانا

حتىَ إمتَلأ

 وجودنا بهِ

دون أن يترك 

لنا ما بيننا 

وبين الوجود

 ولو فِسحة

 من فراغِ ... 


بقلم : زهراء منانا


____________________________


الرابع عشر 

.. خيال .. 


..................................................


أنا القصيدة 

والخيال وحيٌ منزّل 

علىَ أوراقي ...


حروفي نشوة الهام 

في كؤوسِ الشعراء 


سلوهم حين ثملوا 

لمّ زاغت أبصارهم 

عن أحداقي ...


حتىَ هاموا في كل وادٍ

واصبحوا للجنون عشاق ...


بقلم : زهراء منانا 


____________________________


الخامس عشر 

.. عشق .. 


................................................ 


راودني خيالي 

تبعته الىَ أبعدِ 

الأفق ...


علّني أكتشف 

معه سِرّ

 العشق ...


أشهد بالله 

من دهشتي 

لمّ استطع

 النّطق ...


لقد زاغ بصري

 من هولِ 

ما رأيت


 أن العشق 

كُتبَ علينا

كما  كُتبَ الموت

علينا حقّ ...


بقلم : زهراء منانا 


____________________________



ديوان ( لحظة تأمل ) للكاتبة اللبنانية / زهراء منانا 


جميع الحقوق محفوظة في 

منتدى الشعراء والكتاب والمثقفين العرب 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق