ديوان ( مرايا الروح )
للشاعرة العراقية نديمة محمود
إشادة ومقدمة بقلم الاستاذة الاديبة نادرة مخلوف (لين روز)
لديوان ( مرايا الروح ) الشاعرة العراقية نديمة محمود
( ام حسام الربيعي )
مقدمة :
الشعر يعمق الحياة ... فيجعل الساعة من العمر ساعات... الشعر صورة من صور الحياة يُعبر فيها الاديب عن افكاره وعواطفه وما هو واقع ..
وقد قال فيكتور هوجو : من يقول ان الشعر قد ادبر زمانه كمن قال ان الورد لن ينبت ..وان الربيع قد اصعد اخر انفاسه وان الشمس كفت عن الشروق ..
وانا اقول ان الشعر هبة من الله ونعمة من نعمه التي لا تُحصى حتى تتمتع انفسنا بابداعات شعراءنا وشاعراتنا ونقطف من بستان ازاهيرهم اجمل الباقات من حروفهم التي تُصاغ بأروع الكلمات ..
وهذا اليوم قطفنا ياسميناً مدهشاً من العراق .. بين شهد الرافدين وازاهير دجلة ..نسجت ثوبها بخيوط قلبها وعمق مشاعرها..
تستمد طاقتها الإبداعية من طينة هذه الارض واصالتها فكتبت الشاعرة نديمة محمود عن الوطن وبرعت في فن التعبير عما يجول في خاطر الارض من الم واحزان ثم تتلوها بامنيات كاشراقة زهرة على شفاه دجلة .. بغدٍ افضل .. وذلك عبر قصيدتها 《مدينتي》
حروفها متناسقة .. مسترسلة كمملكة عطر تحرسها النجوم والاقمار .. او حقول قرنفل وسنابل عنبر ..
بها خلطة سحرية تجعل النصوص بارعة في فن التعبير .. فهي كإرتجافة قلب احزنهُ الفراق . او غيمة حزن ارتعش لها الفؤاد فكانت تلك الحروف كزهرةٍ سقطت عليها قطرات من همسات الفجر ..
كما عبرت عن جراح القلب والم
و فراق في صمت ، ثم دموع تتكلم
امتطت سحابة أحلامها في قصيدتها موت الياسمين فكانت كترنيمة تحت المطر تروي عطش الاحلام .
اشرقت حروفها كشمس على نافذة الدهر..كنسمة قرنفل تقتفي اثر الزهور . كنبع ماءٍ صافٍ عذب كالفرات ..نجمة مضيءة في سماء الابداع
الرائعة المتالقة
الشاعرة نديمة محمود ( ام حسام الربيعي )
من الأقلام المبدعة ونتمنى لها دوام التوفيق ودوام التألق والإبداع والتفوق
وهنيئا لها بإصدار هذا الديوان بعنوان مرايا الروح من منتدى الشعراء والكتاب والمثقفين العرب
مع كل التحايا والتقدير والود والإحترام
بقلم : الاستاذة نادرة مخلوف ( لين روز)
والسسسسسسلام
____________________________
الأولى
.. عصيةٌ انا ..
................................................
أسقيتني من رحيق الحب
رياً روياً هانئاً
وسقيتك عذب المنى والهنا
عصيةٌ انا
عتية انا
لئيمةٌ في الحب
لكنك استطعت
ان تدخل عوالمي
وتخترق جدران صمتي
وتجردني من كبريائي
فمنحتني لحظاتِ ضعفٍ
حينها أعلنت صرختي باني أحببت ،
يارجلا ...
كبلني بقيود جنَونه
فعشقت الجنون
و نظرت في عينيه
فوجدت حلماً خبأتهُ العيون
وأما قوافيه ،
ففيها السحر ، ومثلها لن يكون ...
في كل قافية ، يخبأ أنثى !
وفي كل أنثى مئات الحكايا !
وفي كل حكايه الف سر !
لقلبه الكسير ...
يا أيها المجنون صبراً
فها انا
أهديك عمراً كاملاً
في نشوة العشق الأسير
وفي جنون
فمن انت ؟
ومن تكون ؟؟
بقلم : نديمه محمود
____________________________
الثانية
.. موت الياسمين ..
................................................
والتقينا ...
من غير موعد فينعت في روحنا الزهور
واستفاق الحلم
نشوان من فرحة اللقاء ...
و وارتوينا ، من جداول الحب
الف كف من ماء الحياة ...
ورجعنا دهوراً للوراء
واعتصمنا خلف جدران الوهم ...!
ضحكنا معاً
وبكينا معاً
وتقاسمنا دموع الشوق
وغنينا معاً أجمل ترانيم الغرام
واستبقنا الريح ، جرياً
كي نأخذ الأحلام
من غير اعتبار ، لوخزات الألم
وحين انتبهنا ،
صحونا ، من نومة الغافلين
وقررنا الرحيل
بعد حين
ادركنا بأن الموت ، قد حل بوادينا
وقد مات الياسمين !
وانتهينا .
بقلم : نديمه محمود
____________________________
الثالثة
.. فيض الألم ..
...............................................
على أعتاب قلبك يفيض وجعي
أيها الساكن بي ،
يختفي خلف جرحي النازف ، نور منك
لايراه إلا انا
اتيه فيه ،
يضيع دربي من بين قدمي
احاول ان استجمع خطاي
لأبحث عن وجوه فارقت ذاكرتي منذ زمن
فلم أجد غير ظل اختفى في نهاية ممرات العمر
حيث اللا عوده ،
يضيع مني كل شيء
حتى النور الذي يأخذني اليك
يضيع مني الدمع الذي خبأته لموسم الري
كي اسقي به سنابلي
وشتلات زهوري ، وريحانتي ...
ضاع مني حتى تعداد سنيني العجفاء
فلم اعد ابحث فيها عن حلم اخضر
انسى به المي
ولا مزهرية رقيقة احمل فيها وردتي
او قلب غير قلبك ابكي على اعتابه ،
واسكب دمعتي .
بقلم : نديمه محمود
____________________________
الرابعة
.. صمت ثم دموع تتكلم ..
................................................
إلى التي فاضت عيناها بالدموع وآلمتني
وجدتك تعبر حدودي
من غير جواز سفر
تجولت في شراييني
ودخلت أقصى عواصمي
وكانت محطاتك قلبي
وكنت استراحتي
وقلت انت الذي سيمحوا عذاباتي
ويغزو سنيني
سيكون ايامي التي تلثم جراحاتي ، وتشفيني
وقلت هو فارسي
هو حلمي الذي انتظر
وبقيت سابحة في بحر حبك
تأخذني الموجة لترميني
وبقيت ..... بقيت
إلى أن جائني ردك .
بكيت
تألمت
صرخت جوانحي
مزقت نفسي
تلاشيت
تهت في عالمي
ونأيت
بحثت عنك
ولكني فشلت
فقد كنت سراباً واختفيت
كفكفت دمعي ، واعتليت أعظم جراحاتي
ونثرت الام عمري إلى قادم ايامي ،
وسلمت أمري إلى خالقي ،
وكنت لغيرك ، وكنت لغيري
واكتفيت .
بقلم : نديمه محمود
____________________________
الخامسة
.. مدينتي ..
.................................................
مدينتي دمرها العابثون
فساد فيها الظلام
وتربع الطاغوت فيها منذراً
معلناً .. اكتبوا على جدرانها
ان لا غرام فيها ولا هيام
ولا حب ، ولا حبيب
ولا حروف شعرٍ غزلي
ولا أبيات شوق تهدى لمن تحبون ،
لا يعلن عن عشقهم العاشقون
فقط يبقى السواد بها يسود
مدينتي ...
أيتها الثكلى لاتحزني
سيعود جدولكِ يهدر
ويعود فيض الماء يغسلكِ
فتطهري حينها من رجس العابثين
وارسمي من جديد ، بسمة حب
واشراقة شمس
لفجرٍ جميل
وأدعي نوارسك البيضاء
تعود إلى الضفاف
لتطرد الغربان ، وكل العابثين ...
فيعود صباحكِ يحمل الأحلام
ويرسم فجراً لعهدٍ جديد
يعلن للتأريخ
ان النور غطى شوارعك الحزينة
وإن المجد عاد والحب عاد
ومن جديد شُرع قانون العشق ، بلا خوف ولا حدود
فأنعمي مدينتي
بحب كل العاشقين ...
بقلم : نديمه محمود
____________________________
السادسة
.. همسة ..
..............................................
في ثنايا الروح
بين صدري واضلعي
كنت حلمي ، هدهدتك عمراً بتراتيل انتظارٍ
وشوق عاشق ، وهمس ملائكي ،
بصَمِْتي وحنيني ولهفتي
بدموعي ، وحسرتي
برجفة يدي وضعف صوتي عند البوح
بلحظة اشتياق ، بأنني احبك يا أملي
فاترك عيونك تغفو
بتسبيحي وتهجدي
وتبقى عيوني ترقب بلهفةِ انتظارٍ للأمل الموعود ...
وحين تخبرنا ملائكة السماء
بأن الأرض أشرقت بنور ربها ،
اعرف إنك حلمي ويقيني
ويبقى انتظاري
لمهدي الروح
بقلم : نديمه محمود
____________________________
السابعة
.. دمعة صمت ..
................................................
دمعتي استفاقت
على نزيفِ جرحٍ ابى ان يندمل
وغثيان الروح
غادرتها الآماني
لم تعد لها رغبة لتسمع لحن الحياة
فبات الصمت سلوتها
وشجى الأنين يُطرِبها
فهاجَرت نوارسها تبحث عن عين ماءٍ
ترويها
عن وطن اخر يؤيها
عن ماضٍ ماعاد يلائمها
عن ذكرى صارت تشقيها
فكل شيءٍ فيها اتعبها
حتى ندى الورد
ماعاد يشفيها .!
حتى الحلم كان يؤرقها .!
لا احلام ولا أمنية بيضاء للروح تحييها ...
بقلم : نديمه محمود
____________________________
الثامنة
.. موسم حصاد ..
...............................................
قف أيها الحاصد
خذ منجلك وابتعد
ألا ترى سنوات عمري
ازهرت صبرٍ جميل
ألم ترى وجعاً توارى بعد صرخات ألمي
ودموعاً ارتوت بها سنابل سنيني قبل الحصاد
ارحل لم أعد احتاج وقوفك قربي
سأنتظر لحين عودة القمر
ليستفيق ليلي بعد نومه الطويل
معلناً ان الفجر لاح
والشمس تولد من جديد
من رحم أمنيةٍ
لايسودها ظلام اليأس
ولا يغشاها دخان
ولا استحالة ،
للشروق من جديد .
بقلم : نديمه محمود
____________________________
التاسعة
.. وجعي ..
...............................................
وجع الماضي يئن بصمت
ينزوي في ثنايا الروح
محاولاً لملمة جراحاتي التي نزفت بلا توقف
يصرخ من غير صوت
يمتطي صهوة الألم
بهمسةٍ مخنوقة
يخبرها انها لن تعود
لماضي اوجعها
لم يترك لها غير ممراتٍ اوحشتها الظلمة
ولم يبقى لها
أثر من الزمن البعيد
حيث الآلام وسأخبرها
بأنها
لن تعود ولا تعود .
بقلم : نديمه محمود
____________________________
العاشرة
.. حديث مع طيفك ..
.................................................
أيها الليل ...
بين جدائلك السمراء وجدتهُ يتسلل بهدوء
ليشغل أحلامي
ويجثو فوق صدري
يضيق نفسي
احاول ان ادفعهُ
اصرخ ويغافل قلبي
كعصفورٍ يرتجف حين يرى الصياد يصوب نحوهُ مصيدته
يموت ارتجافاً قبل أن يرميه
وجدتك طيفاً يرعب ليلي
وايقض مضجعي
يبعثر كلماتي
ويخرسني
في ليلي يأتيني طيفك سراً
ليرعبني
احاول ان اضع كفي على عيني كي لا أراه
لكنه
يباغتني ويتسلل من بين اصابعي
يوقضني
حد الصحوة ليخبرني بأنه يتقاسم معي الساعات
فهو لايطيق البعد عني
ادفعهُ برفق
احاول ان انهض كي اتوضأ ببقايا الذكريات
واوجه قلبي صوب محرابه
أقيم شعائري وطقوسي
ومناسكي
واعيد بعضاً من حكاياه
وارتل عشقهُ لحناً شجياً
واغفو على أشلاء
ذكراه
ياحلما عجز الزمان ان يدفنهُ
وعجزت انا ان أسلى وانساه
بقلم : نديمه محمود
____________________________
الحادية عشر
.. إنكسار ..
...............................................
اختنق
ويلفني المي
تتكسر في صدري عبرتي
اقترب
واقترب في كل لحظة من نهايتي
ترتعش يدي
خوفاً من فقدان أحبتي
واتوه في عالم الضياع
ابحث عن أوراقي التي حرقتها في لحظةِ طيشٍ
لم أجد غير الندم يأكلني ...
ولم ارى في لهفتي غير العدم ...
كم مرةٍ
أخبرت سنواتي ان تريثي
لا تأخذيني إلى عالم ذكرياتي
والى ماضٍ بعيد ...
لم يترك لي سوى وهناً وبعض الألم
كم مرة أخبرت عمري بأن الهوان الذي مر بي
لم يكن غير مرايا تكسرت على جدران وهمٍ وندم
هل ياترى ،
تمزقت راياتي في مهب الريح يوماً
وحطمت أسوار عمرٍ لم يكن غير سراب ، وعدم . !
واحلامٍ بائسات ،
هاجرت منذ زمنٍ كفراشات الحقول
حين داهمها المطر .!
هل ياترى ستعود أمنياتي ؟
لينتهي المي ويخمد انيني
على راحلات العمر
ويبقى الحنين إليك يقض مضجعي
بقلم : نديمه محمود
____________________________
الثانية عشر
.. الحنين ..
................................................
على أعتاب بُعدك
يقتلنا الحنين
وتغفو العيون ، على دمعٍ همل
ويكسر قلبي طول الغياب
ويبقى انتظاري
بغير أمل
يطل صباحي بعد طول ارتقاب
علي اراك شفيفاً تطلْ
بعد ليل طويل
وفجر رحل
سبعٍ من الأيام مرت
لا خل يمر
ولا طيف يسل
مالي اراك تبيع الوداد
برخص التراب ؟!
كان زماني ولى
ونجمي افلْ
تذكر صديقي بأن الغياب
يقتل روحاً ويميت قلباً
ويُبَكي عيون
وخير الكلام ما قل ودلْ .
بقلم : نديمه محمود
____________________________
الثالثة عشر
.. هذيان قلب ..
...............................................
دموع الشوق احصدها
أملاً عليَّ
مع الأيام اجنيها
أعود انثرها على تراب مودتنا
علي أجد من بالحب ساقيها
هجرٌ وذلٌ كان نصيبنا
من بعد أن كانت الأيام بالوصل تروينا ..
هذه رسائلنا تشهد لنا
وتلك الليالي بالشهد تسقينا ..
وهذه صباحاتنا كانت لنا شمساً تضيء لنا
وكذا ليالينا ..
باالاحلام تسعدنا
كما الاماني بالسعد تلهينا ..
ما كنت أعلم أن البعد يؤلمني
وان دموع الصد تملأ مآقينا ..
مرغمة انا في ترك مايذكرني بك
رسومك التي اهديتها
واناشيدٌ بصوتك كنت اعشقها ،
وبعضُ كلامٍ كان سلوتنا
ومنهُ سلاماً كان يحيينا ..
وهذه كفوفي ملت من تهاوني معها
حين مددتها
لأسترضاء قلباً
بالهجرانِ يرمينا ..
بقلم : نديمه محمود
____________________________
الرابعة عشر
.. ذات صباح ..
ذات صباحٍ ، وجدتك حرفاً ،
استباح موطنُ جُرحٍ غفا من سنين ...
ايقظ فيه النزف ،
ومن جديد ...
كانت صرختي ألماً .!
وكانت دمعةُ حزنٍ سرمدي
تغسل بهدوء
دروبٍ تعثرت بها خطوتي ...
في زمني العتيق
شضايا رمادٍ تناثرت
على سنوات عمرٍ لم يزل
يعصف به ريح الأمل ...
والحلم
والأمنيات
يعشق الحياة
يبوح بصمت ( سر حكايتي )
لكل من استهوى ان يغفو في موطن جرحي ،
ويبحث عن حقيقتي
هل اخبرتك يامن اصبحت حرفي وابجديتي ؟ بأنني شرقية في العشق ،
خلخالها
حرفها
وسر نقاءها
بعضُ ذكرى من جمال طفولتي
وإنني لازلت في العشق عذراء بكر
حين ارسم حروف قصيدتي
بقلم : نديمه محمود
____________________________
الخامسة عشر
.. أمنية ..
اترقب هطولك كغيثِ ندى ، يغسل روحي
لتزهر من جديد ...
فتطرح ورداً قرمزياً بلونِ ورد الصباح ...
كنسمةِ فجرٍ شمالية
تملأ رئتي ، في صباح ربيعي
كفرحة يتيم
في يوم عيد
حين غير ثوبهُ الذي ارتداه قبل عام ...
كبسمة طفلةٍ
داعبت وجهُ ابيها
حين احتضنها بحب ساعة شوق ...
فهل ياترى
ستحمل زخة عطف ،
تسقيني لارتوي منها ،
وتخبرني بأنك لاتجيد الغياب ؟
وأنك لازلت تحسن ظنك بي
بالرغم من أنك عني بعيد ؟!
بقلم : نديمه محمود
____________________________
بقلم :
الشاعرة العراقية نديمه محمود ( ام حسام الربيعي)
ديوان : ( مرايا الروح )
جميع الحقوق محفوظة في
منتدى الشعراء والكتاب والمثقفين العرب

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق