الأحد، 10 يناير 2021

ديوان صدى الذكريات للشاعر احمد سليمان



ديوان ( صدى الذكريات )

 للشاعر السوري أحمد سليمان 

إشادة ومقدمة بقلم الاستاذة الاديبة هالة إسماعيل 

لديوان ( صدى الذكريات ) للشاعر أحمد سليمان 


مقدمة :

بين يديّ مجموعة شعرية صدرت للشاعر أحمد سليمان وثّقت في ديوان بعنوان (صدى الذكريات) ففي ديوانه نجد تفوقاً إبداعياً وأدبياً كبيرا .. وانطلاقاً من المأثور الأفلاطوني ( لكي تصبح شاعراً يجب أن يملأ الحب قلبك) وهذا ما لمسناه من خلال الديوان .. فشاعرنا يمتلك موهبة شعرية فجّرت طاقات إبداعية كاملة وطور أدواته الكتابية التعبيرية للارتقاء بملكته الشعرية إلى مدارات وأبعاد أوسع ، مستعيناً بخيال خصيب وإحساس رهيف .. فقصائده على وتيرة عالية من الجمال والصور الشاعرة وكما لأسلوبه الشيق نصيب وافر من الجمال .. ففي قصائده تسربلت الكثير من العبارات والصور المبتكرة التي أضافت إلى شعره الغزلي روح المتعة وبث لواعج الهيام والشوق .. فقد أدهشتني لغته البسيطة لقربها من المألوف ، وخيال استقى مكوناته من أحلام بريئة ، ودخلت الكتابة آفاقه استجابة لتدفق شعور خصيب تفجر بعد اغتناء تجربة ذاتية تمازج فيها أدب الروح والقلم ، ورسم بريشة فنان مبدع لوحة معشقة الألوان ..

ففي قصيدته ( هوس الحب) يذهب الشاعر إلى مدى أوسع مع طيف المحبوبة بقوله /يأخذني طيفك/ فقد عرف من الحب طريقاً بين الحس والغياب وعرف من الشوق سبيلا إلى اللقاء ، فكل مسافة نيطت بمسافة أخرى إلى مالا ينتهي ، فقدخرج الشاعر من فهم جمال المحبوبة إلى جمال الطبيعة المنداح عطرها من سحر العوسج وقوته الممتد إلى فضاء لا نقيم فيه الحدود ، فالطموح مركب المبحرين إلى غاياتهم ، وبينما كنت أتصفح في قصائد الديوان وأقلب في صفحاته يزورنا في كل صفحة منه عبق أنفاس مليئة بنهدات الهيام وأصناف السعادة التي روت ظمأ القلوب العطشى لنسيم العشق وعلى صفحات الديوان نثر شاعرنا قطرات من ندى عشق ممزوج بالجمال ، فبالرغم من الهوة السحيقة التي تفصل بين الحال والخيال هناك بصمة إعجاب نضعها للشاعر الذي أراد أن يطوّع مفرداته الشاعرة لخدمة قصائده الشعرية .. فاستعار من ضوء وجه المحبوبة نوراً يسامر به الملأ الأعلى ، واستلهم معاني الجمال وترجمها لحنا غنيا يتدفق من ثمرات فكره التي هي منابع الإبداع..

إن أحمد سليمان 

شاعر بنى لنفسه أمجادا لشعره على سفح التراتيل ، تطوف بالروح لتدغدغ النجوى وترد للقلب دفئه ، لقد ترجم في قصيدته/ سحر العيون/لغة العاشق الذي جعل الحياة غضة بالشعر ، فشاعرنا المسكون بسواد الهدب التي هي ملهمته ، وقارب نجاته في لج المقل ، والمأوى له في الغربة ..

شغوفة بقراءة القصائد ، فها أنا أقرأ شاعرنا عن كثب لأجده يدور في فلك الحب والعاطفة ، كما أن القارئ المتمعن في قصائده يجد أن شعرية التعبير لديه ترتكز على بلاغة الرؤية الشعرية ، ففي بداية قصيدته/يا أنت/هناك مسحة من الجمال استهل الشاعر قصيدته بمقدمة قوية وانتقال من صورة إلى صورة بجمالية تركيبية تدل على رؤى مبتكرة استقت إثارتها من خيال جامح غني لتحقق قيمة جمالية عالية تثيرها مخيلة الشاعر تدل على تحليق بالخيال إلى أبعد فضاء ... 

شعر يمتلك ذوق في صياغة اللغة مفردة اوجملة وهي خاضعة للذوق منذ ولادتها من رحم الفكر .. والعقل يتحكم في تكوين الجنين الحرفي داخله فيصوغه بدقة وعناية فائقة ، تستنطق شاعرنا الحروف التي ماهي إلا تعبير صادق عن عوالم داخلية ازدحمت فيها الصور التي لم يستطع الإفلات منها لتصبح جزءا لاينفصل عنه ، يحاول أن يوجه راحلته نحو المدائن البيضاء التي يجتمع فيها الحنين والحب فهما مرتبطان بالزمان والمكان .. ومع ولادة الديوان وخروجه للنور نقول لايمحو مرارة البدء إلا حلاوة الوصول .

والسسسسلام . 

بقلم :

الاديبة هالة إسماعيل


____________________________


 الأولى 

.. خواطر ومشاعر ..

................................................


اسقني الخمر قبلة عاشقٍ

لثم الشفاه ناراً وموقدا

ودعي الشهد يسيل زلالهُ

طي الحنايا أن يصل المدا

زفي آهاتك على صدري تنهدا

لمع فيه البرق بعدها وارعدا

ودعي لأناملي عند النهد فسحة

تقطف رمانها عنبا اسودا

خمرة السكر صبي بدني

نغم الحياة منها قلبي أنشدا

غالا يغنيك هواه نشوة

هلهل إليه السعد وارغدا

وطوى يغلفك بين شغافه

إن جار الزمان علينا وابعدا

مسحة المسك منك عطر جوفه

تعيده حيا من بعد الردا


بقلم : احمد سليمان


____________________________


 الثانية

.. يا أنت ..

............................................... 


وجهك الصبح إذ خاله النور

كفلقة الفجر شقه الضياء منبلجا ..

غابت به طلاسم الدجى في خجلٌ

فسحةً للشمسِ وقتما نورها وهجا ..

يسكب ضيائه على الظل في سحر

بارق الالوان في مراياها رهجا ..

يراقص الورد في حل تبرجه

شغف الحياة مع عطرها ممتزجا ..

وعلت شفاه اللوز منها بسمة

استوى قلبي إليها وما اعتوجا ..

إذ نالت من شغاف القلب منزلها

يسوق إليها من وتينه حججا ..

يروي رضابها الحمر صمام ابهره

يسامرها الوفاء منه الوريد إليها معتوجا .. 


بقلم : احمد سليمان


____________________________


 الثالثة 

.. لؤلؤة الصباح ..

............................................... 


تبلج الصبح من خديكِ تورده

كأنه الحسن في بزوغاته الشفق ..

جال في ضياء المحاسن تبرجه

يطوف على المحبين ومن عشقوا ..

وغالى من صنوف العطر تعدده

يذكي نفوس من آنسوا ومن صدقوا ..

يجلي الهموم في طيب تودده

كل من ذاقوا او لثمة سرقوا ..

تغنيه قلوب الهائمين تردده

اناشيد الغرام في تراتيلها نطقوا ..


بقلم : احمد سليمان


____________________________


 الرابعة 

.. همسات شاعرية ..

............................................... 


مددت جسور الوصل لو شاءت

بنيت لها في رحاب القلب عمرانا ..

تجول بين حدائقه تقطف

زمردا ومن عديد الورد الوانا ..

ومن داليه عناقيد محبته

سلال اعناب وتفاح ورمانا ..

ففي رحابه البيض إن حلت

حل النعيم والسعد ينسيه ماعانا ..

عل المليحة لو ترضى بمجلسه

كانت له بلسما شافي وسلوانا .. 

وراح في حبها ينشد اغانيه

يغرد الحانها اناشيدا وقصدانا ..


بقلم : احمد سليمان


____________________________


 الخامسة

.. هوس الحب ..

................................................


يأخذني طيفك ياعمري

من حيث ادري ولا ادري ..

واردد اسمك في سري

هذيانا اسبح في سكري ..

لأهيم في سحر العوسج

مذ اصبح من ريحه عطري ..

واجوب روابيك احلم

فرحا في قلبي يسري ..

الثم رحيقك من ورد

مز الشهد عسلا يجري ..

اتنشق نسائمه عشقا

إلهاما منه اكتب شعري ..

ينشده حرفي قافية

ويغني اللحن منه سطري ..

يصحيني هديل حمائمه

فأرى شمسي تشرق فجري ..

واتسائل هل كنت احلم

ام ظلك تمادى في اسري ..

ليبقى طيفك يساورني

من حيث ادري ولا ادري ..


بقلم : احمد سليمان


____________________________


السادسة

.. لو تدرين .. 

......................................... 


اواهُ لو تدرين ياانتِ كم

لكِ من الحب والشوق والجنون


وكم يلتاع في صدري لو انتِ

اصابكِ مس او رمقتكِ عيون


وكم تحرق النار نهاراتي

إن غبتي ينتابني السكون


وكم في ليلَ السُهد يرافقني

ويأبى نعاسي معانقة الجفون


اواهُ لو تدرين ياانتِ كم

فاضت مني بالقلب ضنون


اسامر منكِ الطيف بمنامي

وفي يقظتي لا ادري من اكون


وكم اصابني مسٌ في جسدي

اضنى فؤادي من هم الشجون


 اضعتُ فيكِ سمعي وباصرتي

ففيكِ أنا التقي وفيكِ اكون


بقلم : احمد سليمان


____________________________


السابعة

.. إبنة الريح .. 

................................................. 


ياابنت الريح ياسحابة تسري

بين الغمامَ تعانق النجم والشهب


ياحلما يرتقي به نبضي

من علةٍ كانت به او عطب


درة الفيروز انت جوهرتي

اغنت حاجتي إلى معدن الذهب


قد اغناني الله فيكِ عن حللٍ

فاكتفيت بما اعطى وما وهب


اساقيك الخمر من عتيق اشربه

ينتشي الفؤادُ سكراً بما شرب


وهامت بك النفس تنشد غايتها

رجاء القرب ان لبي لها الطلب


جودي علي بنفيف الغيث يغسلني

إخضَرَ قلبي بمافيه قد اعتشب


نثرت فيك الشعر قافيتي

وملأت دواويني مع الكتب


ورحت انقش بجدار القلب زخرفة

من اغاني العشق والهيام والصبب


تضيء المرايا شمسك بصبحٍ

يشع نوراً ماغاب او اغترب


تسكن طيوفك في مخيلتي

تجلي عني الهم و الكرب


ايا ابنت الريح ياسحابة لعمري

لاح المشيب مني يدنوا مقترب


اواهُ لو تدنين رابيتي بلطفٍ

عاد الشباب إليها بعدما جدب


هلي بوارف الافنان من ظللٍ

يعيد إليه نوره بعدما احتجب


بقلم : احمد سليمان


____________________________


 الثامنة

.. سحر العيون .. 

................................................ 


رمقت عيناها فاتقدت

نار الغرام في قلبي


لجمال الطرف والمقلِ

إنتظى الرمش و الهدبِ

 

ففي بحورها اضحى 

سكني البعيد ومغتربي


سواد الرمش مذ شق

حار الفؤادُ من عجبي


وميض عاد برقتهِ

من لدن الدر إذ تجبي


تحفةٍ من جوهرٍ ابهرت

زمرداً وياقوتاً مع الذهبِ


فمنه النصل مسلول

نبال منه إن تهبِ


هامت به النفس تبغيهِ

بلسماً يشفي من العطبي


برداً لها غنت تناجيه

اغاني العشق في صببِ


فراحت بحسها طاويتي

تفتح بابها الواسع الرحبِ


بقلم : احمد سليمان


____________________________


 التاسعة

.. سكرة عاشق .. 

................................................


يانديم الحسنِ غني

انشد الحسن طرابا


قد دنت شمسها مني

بدد النور الضبابا


وبدى للقلب أني

قتيلُ سهمٍ اصابا


أسأل الحور امني

غرد ورد بالجوابا


لحظُ ريم قد فتني

هيج النجوى إضطرابا


في شجوني قد سكني

يأبى تركي والذهابا


ياعيون الشهد دني

خمرة الحب شرابا


بددي شيبي فإني

زدت بالعشق شبابا


بقلم : احمد سليمان


____________________________


 العاشرة 

.. عتب محب .. 

............................................... 


ياساحري بالهوى طيّبني هواهُ

داعياً وصلي إليه والمنى لقياهُ


هام وجدي على نفسي سكرة

ترنوا إليه شغفاً يرضى عساهُ


وبتُ في نعيم العشقِ شادياً

على ايقونةِ الحبِ معاني حلاهُ


لتلك العيون يحبوا القلب مغرداً

يأتيهِ من نبالها سهمٌ فيلقاهُ


ذاك الصبحُ العارمُ ضياءَ وجههِ

تهللت حمرةٍ على الخدينِ وشفاهُ


لملمتُ من طوايا النفسِ شجونها

فكان قلبي المهد له وسكناهُ


وصغتُ من جميلِ الحرفِ شعوراً

أملا شغوفاً تُمني النفس بلقياهُ


فيا ساحري بالهوى كفاكَ تعففاً

فقلبي ملتقاك وقد طال جفاهُ


بقلم : احمد سليمان


____________________________


الحادية عشر

.. خاطرة وحلم .. 

................................................ 


زارني طيف في الاحلام اعهدهُ

زاهي المحيا باسم الاشراقِ


منذَ الصِبا في رقٍ اسامرهُ

عهد الطفولةِ يدعوا للعناقِ


فتعالا صخبٌ في الصدرِ يرافقهُ

رقصٌ على إيقاع نغمة الاشواقِ


وبات في مقلةِ العينِ مرقدهُ

تكتحل به هدبةُ الاحداقِ


فيا وردٌ بلب القلبِ ابصرهُ

امطرهُ عِشقاً واصبح له الساقِ


إنما الحبُ من طيبِ نسائمهُ

طوعاً له تجري افئدة العشاقِ


بقلم : احمد سليمان


____________________________


الثانية عشر

.. حلم وصورة ..

................................................ 


جتني بالحلم كنها غزال

كلها سحر وبالحسن تغوي ..

عيون المها ترمي النبال

وكل سهامها مصوبة نحوي ..

تمشي بغندرة مشية دلال

متل القمر وشها بيضوي ..

مسدول شعرها داعج بشلال

حدود الركب مكان مابتطوي ..

وتلقد مياس غصنو طال

عود الخيزران بخصرها يلوي ..

اما الجيد ياقطعة كرستال

متل الجمر بالصدر تكوي ..

وخدودها التفاح تغطو بشال

وشفاف الثغر تم السمك مطوي ..

هيدا المنام وكيف الحال

لو بنهاري شمسها بتضوي ..


بقلم : احمد سليمان


____________________________


الثالثة عشر

.. ندم ..

................................................ 


من بعد هالعمر الطويل

قاي بس شو ذكرك فيي ..

اضنيت القلب من يوما عليل

من جور ظلمك القاسي عليي ..

ايام كانت ما إلها مثيل

يوم الكنت مظلتي وفيي ..

ضبعت ذكرها واصبح قليل

وصارت معدودة ومنسبي ..

جاي تقول بدك خليل

وترجع لقلبي وجوات عينيي ..

تعوضني بعد عن جسمي الهزيل

وسقام جوى الصدر مخفيي ..

ماعاد ينفع اي بديل

يبست ورودي الكانت زاهيي ..

مات الحمام وضاع الهديل

وصارت جرار القلب خاويي ..

ماعدت ناطر بليلي الطويل

إلا الموت يتحنن عليي ..

تا اسكن تراب بيتي الجميل

وعيش السكينة بحياة هاديي ..

بقلم : احمد سليمان


____________________________

الرابعة عشر

.. نجوى الفؤاد ..

............................................... 


أنت ياساكنة القلوب

               من ضيائك شعت الانوار


فاضت بثناياها طيوب

              وتفتحت باغصانها الازهار


منك بترشف خيرها الحياة

           وبتحيا بخيرك ناضجة الاثمار


طيب مذاقها متل ترياق

        كنو العسل مصبوب معبي كوار


يامبلجة الفجر بشروق

              غربت ليالي الهم طلع نهار


شع ضيائك بالدني عم هالكون

                 حتى بليلها تخبت الاقمار


وصرخت قلوب العاشقين تدور

               همها الفرح بطياتها إعصار


وتفتحت القلوب والمحبة تغمرا

                ولبست طوق محبتك زنار


بقلم : احمد سليمان


____________________________


الخامسة عشر

.. إعذرني يا ابني ..

................................................


فايق زغيرون بدموع الدلال

          تغسل خدودو الطفولة البربئة


أشربإيدو وحيرني السؤال

              ناداني بابا بكلماتو الجريئة


خدني اشتريلي جراب مع بنطال

                ودفتر رسم وحقيبة آنيقة


ضاقت هالدني فيي تهد جبال

          وصارت همومي للعلة صديقة


إعذرني ياابني مافيك تنال

             سوى الاحلام واماني رقيقة


غدر فينا الزمان وضاق الحال

            جفف مواردي وعملي حريقة


إعذرني ياابني وكف السؤال

      ميت انابالحياة هادي هي الحقيقة


بقلم : احمد سليمان 

_____________________________

بقلم : الشاعر احمد سليمان / سوريا

جميع الحقوق محفوظة

 في

 منتدى الشعراء والكتاب والمثقفين العرب 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق