الأربعاء، 27 يناير 2021

ديوان نفحات بإحلام روزية للأديبة روز سليمان

 



إشادة ومقدمة ديوان ( نفحات بإحلام روزية )

 للشاعرة السورية روز سليمان


بقلم : الاستاذة الاديبة نادرة مخلوف ( لين روز ) 


مقدمة :



قالوا عن الشعر : هو بذرة من جمال القتها السماء في لحظة وفاق مع الشاعر ...


هو نبض الحياة ووحي روحي .. فن جميل وكنز يحوي في صندوقه حكايات متناغمة يشبه عمل النحات على منحوتاته او الفنان التشكيلي على لوحاته ...

واليوم .. نسلط الضوء على ياسمينة بيضاء من قلب العروبة النابض .. وعروس أجمل الاوطان التي قال عنها محمود درويش : " يا ايها المستحيل يسمونك الشام ..."


 ففي ازقتها تختلط رائحة الياسمين بالنارنج ...


سوريا التي تغنى بها الشعراء فقال احمد شوقي : " لو كان العالم كله دولة واحدة لكانت عاصمته سوريا " ..


فمن ربوع سوريا الجميلة اطلت علينا من نافذة اشعارها وقصائدها المتعددة .. وفتحت لنا حديقتها الغناء المحملة باطيب الورود والازهار .. و بوح بخلجات العشق والاشتياق .. و ذكريات تموج كامواج البحر الهادئة .. و حروف مبدعة وانامل تنثر رائحة الياسمين فهبت علينا نسمة اشعارها كنكهة عنبر تنعش نبض القلوب ..

انها المتالقة روز سليمان شاعرتنا الرقيقة ذات الحس المرهف ودافئة المشاعر ...

 نراها ترسم الاحلام وتغازل الذكرى باجمل كلمات الحب والرومانسية واجمل العبارات كقولها :

( اعطني يدك لنعتلي الغيوم ) . ( لنشهق لهفتنا ) ..

 ( لنعري السماء من النجوم ) .. ( فأنا من غيرك لا اكون ) ..

( وكيف اكون وانت كل الكون )


 كلمات لها براعة فائقة في رسم صورة محشوة بالذكريات ، باذخة العطاء ، نابضة بالدفىء ... اذ تقول في قصيدتها : ( يخنقني كل ما يذكرني بك )


احيانا ترتجف حروفها للوعة الفراق فتتفجر تلك المشاعر الى حروف تتعانق وتتناغم فيما بينها ببوح صادق وعاطفي وحنين

 تستفز الشوق فتخاطبه :

( تائهة بدونك اشتاق ) ... ( فوضوية حضورك في قلبي ) ...


( حتى في غيابك اجادل حضورك )


 فكانت همساتها طرز على القلب و شدو بلابل يدغدغ الاسماع ... 

لحناً ..وعزفاً ..


اترككم مع صفحات الديوان والفاظه الجميلة مرصعة بلؤلؤ الحب والحنان ..

ايتها الانامل الماهرة ..عطرت كل شيء ..

اجمل التهاني للشاعرة الرقيقة بصدور ديوانها تحت رعاية منتدى الشعراء والكتاب والمثقفين العرب بجهود اعضاء الادارة ورئيسه الاستاذ الشاعر أسامة الدعمي

 و مزيداً من الابداع والاصدارات الجديدة إن شاء الله نتمناها لبقية المبدعين من سيدات وسادة

تحية بلون الشعر 

شاهقة بالحب والوفاء

مكتظة بالبهاء لجميع من في منتدانا الثقافي الأدبي

منتدى الشعراء والكتاب والمثقفين العرب

والسسسسلام


توقيع وقلم :

 نادرة مخلوف ( لين روز)



____________________________


الأول

  .. حرامي الدار .. 


............................................... 


غدار يا حرامي 

الدار

 خنت العهد ومديت

 ايدك هالبلية

وحرقت قلوب مليانة 

دفا  

واشعلت نار بقلب

 العروبة 

يا فاين النية 

آخ يا شام

 يا كسرة خبز

يا ميّة 

يا رشة ملح 

للعشرة الهنية 

باعوكِ بشوية فلوس

وماعرفوا انو بزندك 

ريحة الله 

ومين بيقدر يلوي 

سواعد قوية 

سوريانا عنوانك 

سلام يا حنونة

والسلام تاجك

 يا ابية . 


بقلم : روز سليمان


____________________________


الثاني

 .. يساورني الشوق .. 


............................................... 


دعني اتوه بين حروفك والوقت

تذريني الدقائق

 وتثكل خارطتي

لأنتمي إلى جغرافية يديك

 وتعانقني الرحمة 

حبك انتمائي ووطني


 يساورني الشوق

 أنشد كل الغيمات 

تهطلك حباً في خريفي 

حبك امنية يسلاها زمن الحريات

واُذيبك في ذاكرتي ولهاً يتساقط

في اشعاري زخات


رسم الحلم امانينا بحبر سرّي

 على اوراق خريف متساقطة

لتكن على مستوى قدري

 المحتوم في عينيك

فما زلت اعانيك 

الامس طيفك المجنون بخاطرتي

فأجمل الحب وأقهره انك هنا

وانا مازلت هناك 


انزع قيودي لأتوحد بك 

لأرتب اشياءك المبعثرة 

كل شيء هنا في غرفتي يشتاقك

قلمي .. محبرتي .

اوراقي المتناثرة

وفنجان قهوة .


 بقلم : روز سليمان


____________________________


الثالث

  .. عتاب .. 


................................................ 


أأكون المُلامة

 أو انت الملام .. 


زرعتَ ريحانك

 في طريقها 

ونسيت ان الورد

 يغار من الأنسام .. 


شرقيةٌ انا وأغار

 من عيوني اذا

همست لعينيك وئام .. 


هل قرأت صمتي ؟ 

هل مررت بأشعاري ؟ 

اوهل هذا يكون

 جزاء المستهام .. 


اكفف اللوم فقد

 رصفتُ طريقك 

الى قلبي محبةً 

وتشهدنا الأقلام .. 

يا من علوت بغيمات 

اشجاني

 افض سمحاً 

فقد اشتاقت

 لمرابعنا السلام .. 


بقلم : روز سليمان


____________________________


الرابع

  .. أغار .. 


................................................ 


أغار من عينيها

عندما تتجاذبك 

اغار من شفتيها

 عندما تتلفظ باسمك

ونار

 تقتل ومضاتك في خاطري

وتُرمِدُ مشاعري

  وتزريها

في مهب الرياح

اصنافٌ شتى 

من العواصف والاعاصير 

تجتاح وجدي

إلا ان اعصارك اخمد بركاني

ارقد قرير العين

 وأهنأ فأن عقدي 

امسى مبتذلاً

توقدني نورٌ ونار

 فيسطع بك النور 

وتحرقني النار

أغارُ نعمْ أغارْ 

فلغيبتك فسحة

 من جمرٍ في خافقي 

وبجمر الغياب 

تبعثرت روحي

فأليك مني الروح . 


بقلم روز سليمان


____________________________


الخامس

.. رحيل .. 


................................................. 


خانتها المسافات

 واعلنتْ عليه الرحيل .. 


وحارت لأمتلاك قلبه ولم 

يكن عليه دليل .. 


هو قاض العشق والدفاع 

وحاكم قلبي بلا نزيل ..


الفيتُ بعده 

يباساً ورتل جفاه

بثنايات البعد ترتيل ..


اتهاماتٌ ولواصق من غير ذنبٍ ..

يعتاد حكماً بين

 سجين وقتيل .. 


بات مضنايا مرقده ودمع

العين مدراراً عليل ..


واعلنت الحب

 في سماء زرقاء

فهاجمني بطير ابابيل ..


فاعتنقت الرحيل تائهةً 

ليشهد الله قلبي

 مسكنه لابديل .. 


بقلم : روز سليمان


____________________________


السادس

  .. زمن الإنكسارات .. 


................................................ 


لم يزل ذلك القناع 

يذكرني بأمسيات اللقاء

 بحثت في محاسن ذكراه 

فشهقت الشمس باي غربال ... 


 ترقد الامنيات 

صنعته من اوهامي والقيت به

بين شغفي و تنهيدي .! 

ضممته .. عانقته ..

 واحتفظت به دفئً

على شواطئ الذكريات

وسأقتات فتات نعشي 

يوماً 

فهل 

يغار الأموات .؟ 


يخنقني كل ما يذكرني بك

ومابين جنوني

ووحدتي


تتقاسمني 

الأحتضارات

واسير الى حتف 

ينسج هدنته من ( زمن الانكسارات ) 

فهل يغار الاموات .؟ 


بقلم : روز سليمان


____________________________


السابع

   .. عيناكِ مملكتي .. 


................................................ 


عيناكِ مملكتي

وثغركِ ارجوحةٌ

في ملعب شرياني .. 


دعيني اغفو برهةً

على سواحلك علَّ

الموج يدثّر أحزاني .. 


دعي شالك يعانق

موطني فعندما 

يغادر الشتاء سيعلن

 ربيعك عنواني .. 


ضفائرك مشنقتي 

فعلقيني دون 

اشفاق .... دون

رحمة .. فهو الموت

بريحانك يبهج

 اشجاني .. 


اذريني رماداً 

بكفيك .. فإن 

عشقكِ يا مليحة 

الوجه .. قد احرق

جثماني .. 


بقلم : روز سليمان


____________________________


الثامن

خاطرة .. تلك النسمات .. 


.............................................. 


 في ركن من زاوية غرفتها 

جلست تكتب رسالة 

بأي حروفٍ تبدأ وهي تصرخ بصمت 

وتئن من دون ضجيج 

وتتابع حلمها من نافذة غرفتها

تنتظر شروقاً ما

 أو بداية ما 

حملت حروفها بقلمها ... لم تستطع التدوين 

رسمت طيفاً من مخيلتها لطالما كان عالقاً بذاكرتها 

رجع بها الزمن الى ( تلك النسمات ) 

التي كانت تخالجها عندما تلتقي وجههُ الوردي 

عانق القلم سطوره وبدأت تكتب ذلك الطيف 

سماء عاتية وقمراً يكابد الظهور 

لملمت انفاسها المتهدجة وطارت عصفوراً 

يبحث عن كون وسيع تلقي به حروفها المخنوقة

 عجيب امر هذا القلم الذي يأبى الظهور 

وميتة تلك الاسرار التي تبوح بها

وضعت قلمها جانباً ورفعت ورقتها ونظرت ملياً لتجد ان رسوماتها لم تتعدى 

بعض الخطوط البوهيمية هي بداية حلم لم ولن يكتمل ولكنها بقيت على امل الأنتظار لربما هوت ورقة ياسمين من نافذتها انقذت ما تبقاها على امل . 


بقلم : روز سليمان


____________________________


التاسع

.. لست اشكوك .. 


................................................ 


تصلبت بشرياني فعاداك

الشريان .. 


اوليس الرحيل اجدى 

ايها القلب .... فكلما قرأتك

ازدادت حيرتي وضاق

بي المكان .. 


عفوا سيدي قد غزلت 

حروفي من مفارق 

الطرق الخاوية

 من عذابات الهجران

من عبق قسوتك

من الهذيان ..


 من وردة ذبلت على 

مقاعد النسيان .. 


من حدائق لقاءاتنا

من شقائق النعمان .. 


من ابتسامات ثغرينا

كأطفال مرحوا 

وراء الجدران .. 


تعبت سيدي 

لم يعد بالاماكن انتظار

ولا سويعات اخرى 

تلد القرار 

لست اشكوك 

فمن يملك الحب 

يهب الغفران .. 


بقلم : روز سليمان


____________________________


العاشر

.. تائهة بـ دونك ..


................................................ 


أشتاق ..

 فوضوية حضورك ..

في قلبي ..؟!

وجدالاتك التى لا تنتهي

حتى في غيابك 

اجادل حضورك .! 


واحادثك بيني ، وبيني ....

لماذا لم تمر صباحاً 

تلقي التحية 

 ولِمَ لم يبق طيفك

في مساءاتي ؟ 


مجنونةٌ تلك الايام من

غير همسك

محادثات وعتاب

تساور وجداني

ولا ردود

اقفلت نافذتي سيدي

فلم تعد تهب ريح يوسف

ولا عادت زليخة 

تنتظر الردود .


بقلم : روز سليمان


____________________________


الحادي عشر

.. اعطني يدك .. 


................................................ 


اعطني يدك

 لنعتلي الغيوم 

لنشهق لهفتنا 

لنعري السماء

 من النجوم .. 


ونسرق القمر 

نداعب الشمس  


اعطني يدك

 لتحضن اناملي

ونعانق السماء    

لنصنع فجراً 

ونعتقل الهموم 

نلملم ابتسامات 

الكواكب وننثرها 

ثغرا وعيون

فأنا من غيرك 

لا اكون

 وكيف اكون 

وانت كل الكون . 


بقلم : روز سليمان


____________________________


الثاني عشر

.. تعبت من الترحال .. 


................................................. 


تعبت من الترحال .. 


وتعب الوجع 

من المقال .. 


بعيدة احلامي

كضباب يغشي العيون 

فلا الحروف استجابت ولا

 أجابني السؤال .. 


اتعلق بالسحب 

والسحاب ليس بغيث

فكيف اطرق

 ابواب الظلال .. 


تنهيدتي تصلُّ اضلعي 

والريح تضجر انفاسي

فهل تعبر الريح التلال ..؟ 


غزت الهموم مقالتي

فهل من سبيل لتستنفذ

الآهات العبور

 عل الوعود تهمل 

ذاكرتي ويذكرني

ذلك الحلم المحال .. 


بقلم : روز سليمان


____________________________


الثالث عشر

.. العناق الاخير .. 


................................................. 


كان خريفاً قاسياً عندما

عانقني العناق الأخير


وكانت مساءاتي تلملم

ذكرياتي القابعة على ارصفة

النسيان ..


وكم ضاقت الأزقة

بتلك الذكريات ..........

عاد الحلم من جديد سيدي

وما بقي من الحلم سوى 

 تلك الاخاديد التي 

رصفتها الدموع وطيف

مازال يعبق بأنفاسي 

جنون الياسمين ..

وثغرك الحزين ...

سأرسم كل الدروب 

لعودتك


 واقفٌ على 

حافة الذكرى

 لربما

تردد طيفك احلامي 

فما زال الامل يعانيني 

ويعاتبني ذلك .....

العناق الاخير .....


بقلم : روز سليمان


____________________________


الرابع عشر

رواية .. حدثني احدهم .. 


............................................... 


حدثني احدهم

عن الثقافات بالمجمل 

واعترف لم اكن طرفاً يرضي

الحوار لأن ثقافتي محدودة فيما روته الحكايات

 في مجتمعاتنا

وما روته لي الروح الخالدة في

 قلبي امي 

تعذر علي الرد في البداية ففسحت

الطريق لجرأتي وكأنثى تخجل ان

تقف بمحاذاته ، كنت حافظت على 

رباطة جأشي

 وبلطف اقول لك سيدي :

احترم وجهة نظرك 

نحن بحاجة لثقافة التهذيب 

الفردي الذي يبدأ من الانا 

بحاجة لثقافة ماركس وليس لمنهجه

بحاجة لثقافة المرأة وحاجة المجتمعات اليها كمربية 

هل سألت نفسك يوماً لما السيدة استبدلت الصالونات التجميلية 

بالصالونات الادبية نظرة الرجل 

اليها وضعتها في حفل مساومات

وحيرة نظرة الرجل اليها كجمال ومتاع ولن يراها الا بهذا المنظار

وان لم تكن على مستوى ثقافته

ستسير عكس القطيع 

لا تحدثني عن فلسفة الاجتماع

فالحياة يا سيدي عبارة عن ثقافة

احترام نعتنقها كصلاة نؤمن بوجهتها وهي كمال الاخلاق 

اسفة سيدي لن ترضيك مقالتي

فأنا سيدة احاول اتباع القطيع

خوفاً من ان يسرق منها الزمن ما احتوته من سنوات اضاعتها في

انتزاع منظار الرجل الذي منعنا

من ان نكون نصف المجتمع بحق

لا تتحدثوا بالمقال والقيل والقال 

ابهجوا منشوري بالمنطق الذي 

يتليه مجتمعنا ......

احترامي سيدي ان كنت بحقك

قد اجحفت ولكن من يوم خلقت سلمتك المجداف لادرك اني الى الامان قد وصلت . 


بقلم : روز سليمان


____________________________


الخامس عشر

.. لن اتوسل .. 


............................................... 


خذ قلبي وارحل .. 

كفاك تردد وتقلقل .. 


اذهب وجهتك 

الريح فكيفما

 هبت رياحك تتغلغل .. 


لن اتوسل ..


الجم صهوة

 رياحك وترجل .. 


فلمهري عنوان

فلتتحمل .. 


ثغر المجد

وعيون الشمس

مصاغي وضرع

لبوة شفتي تتعلل .. 


لا تتململ .. 


عهد الورى

وسكون الحرف

لن اقبل .. 


انا الروزة 

وعرشي شقائق نعمان

 والروز

عندما يتجمل يتدلل ..

فلترحل


بقلم : روز سليمان


____________________________


السادس عشر

.. مجنونةٌ هي .. 


................................................ 


لم تكن تعلم انها 

تحب الثرثرة 

 وكثرة الكلام 

ولكن معه لا تريد ان

 تصمت تريد ان تخاطبه

 بكل الأمور فهي جاهلة بحضوره

عيناها تخاطب حروفه 

وشفاهها تتمتم اسمه 

تعاتبه كطفلة مُنحت 

الحياة بحضرته 

وتلقي بكل تفاهات الحروف 

لتعلن اهتمامها

متعقل هو

 ومجنونة هي

مجنونة بإحساسها 

بسعادتها المطلقة

انانية بحضورها 

بشغفها ... 

هل يدرك مدى سعادتها

هل يعي شغفها 

مثقلة بالهموم 

انه لا يدرك الاهتمام 

سحقاً لتلك المشاعر التي 

لا تعرف الصمود . 


بقلم : روز سليمان



____________________________



ديوان بعنوان : ( نفحات بإحلام روزية ) للأديبة السورية روز سليمان


جميع الحقوق محفوظة في

منتدى الشعراء والكتاب والمثقفين العرب 

الأحد، 24 يناير 2021

ديوان عندما يُغني الألم للشاعر غاصب طعمة



إشادة ومقدمة لديوان الشاعر السوري غاصب طعمة بعنوان :
 ( عندما يُغني الألم ) . بقلم : أسامة الدعمي


مقدمة :

( عندما يُغني الألم ) 
هنا يكمن الصمود والعنفوان بكبرياء جبار . أسمٌ وعنوان له الكثير من التعاريف والمعاني ، بل له معطيات وبوابات تجذب المتلقي والقارئ بفضول ورغبة كبيرة ، وبطبيعة الحال ، 
يُعدُّ الشعر فعالية وجدانية حدسية غير مفاهيمية ، وتبعاً لذلك لا يمكن لمن يوهب القدرة على نظم الشعر ، وإبداعه ، أن يوهب القدرة على دراسته ، وتحليله ، ونقده ، وتمييز رديئه من جيده . ومنهم من يرى رأياً آخر ، فلا تحول القدرة على نظم الشعر دون القدرة على تحليله ونقده ، والمَيْز بين الغث منه والسمين . وحتى القدرة على التنظير له ، ولما ينبغي أن يكون عليه من حيث الشكل والفحوى . والشاعر الاديب غاصب طعمة ، هو شاعرّ كبير
حيث تروق لي خبرته وتجربته التي تدل على النضوج والوعي ، كما إن ردوده تدل على ذلك غالباً ما ...
يقول في إحدى قصائده ( لن اهاجر ) وهنا يكمن فيهِ حب الوطن وحب الارض والشعب ، فهو يفضل الحياة المرة في وطنه على الحياة الحلوة في بلدٍ اخر !.
وهنا يتضح معنى النضوج والحكمة التي يتوجب على الجميع ان يدركها ... 
تمثل هذه الظاهرة لدى غاصب طعمة تجارب شعرية بالغة الأهمية أدبياً وعلمياً ، ولكنها لا تجد رواجاً ولا تأثير لها ، لا على صعيد نقد ناقد ، ولا  قراءة قارئ يدرك محتواها وفحواها ومضمونها ، مع أننا نصادف بها في زمنها لدى أصحاب مستويات فكرية رفيعة . ومن جانب آخر هناك تجارب شعرية أقل أهمية ، بل ومتدنية ، تواصل حضورها بإلحاح لافت للنظر على كلا الصعيدين ؛ النقد والقراءة على نطاق واسع . ولكل واحد من هذين النوعين من التجارب مساره في الحياة الثقافية ، فالأول يبتعد ويغرق في عتمة الماضي ، بينما يشقّ الثاني طريقه إلى أضواء المستقبل . بالطبع تحدث أحياناً اختراقات ، فنجد شعراء من النوع الأول يعودون من المستقبل حين تخرجهم وضعية ثقافية ناهضة من النسيان كمن يستخرج تمثالاً من المرمر من التراب فيطلع بكامل بهائه أمام الأنظار والأفهام المبهورة ، ونجد شعراء من النوع الثاني يرحلون ، في غفلة من عالم الثقافة على الأغلب ، إلى الماضي ، وتتراكم عليهم أتربة النسيان ، وينساهم الحاضر والمستقبل على حد سواء . وقصيدة غاصب طعمة الأخرى بعنوان : ( لا تبكي يابلادي ) هو يواسي بلده الجريح وهو فيها
أي إنه يواسي نفسه بنفسه ! وهنا تكمن الحكمة والنضوج والقوة والجبروت والوعي لدى الشاعر كما اسلفنا .
ونجد في قصيدته الأخرى بعنوان
 ( للأعراب وليس للعرب )
لا يمكننا ان نقول إننا بين إنسان ونص بعيداً عن تأثير مستمعين يستعبدهم أُفق محدَّد ، وليس للهتاف به من على المنابر . هذا الأخير الغالب على الساحة الشعرية هو سليل شعر القوالب ، شعر مخاطبة  " أُفق " القارئ ، أو المجموع ، الضامن للشهرة والمجد والمال . حين يكون الخروج ، لا يجد القارئ ما يعينه ، لأن ذاكرته المقولبة لا تستطيع التعامل مع العالم إلا بوساطة القوالب ، ومن دونها سيشعر بالضياع ، بأن الأرض انسحبت من تحت قدميهِ ، تماماً  كما يعجز صانع الطابوق عن صناعة طابوقة واحدة إذا أخذتَ منه القالب . وتحضرني هنا تجربة غاصب طعمة الشاعر الرائع حقاً
لانه عاتب وبنفس الوقت استنكر ، ثم وضح واقع لا يُلام عليه
ألا وهو الواقع الذي جعل الكثير من العرب رعاة للغرب !.
وتخلوّا عن قيم ومبادئ الإسلام والعروبة . 
وفي هذا الديوان نجد كل قصيدة لها قصة وحكاية تروي واقع لا يتجزأ منا ولا يبتعد ، ولا يختلف عنا .
إن الشاعر غاصب طعمة ،  كأن  الشعر بالنسبة له كما يراه قضية وجود وحياة ، وبدونه ينتفي هذا الوجود أو على الأقل يقع ويفسد ، مضيفاً :
( لا أستطيع أن احتمل وجودي لو لم أوقن بأني شاعر ) ، فقد عشت بقوة الشعر والحياة .
نعم هذا هو الشاعر السوري العربي غاصب طعمة
هو إنساناً طيباً كريماً صادقاً عفوياً صريحاً مهذبا
كما إنه المثقف والواعي بفكره وعقليته وتمييزه بين شتى الأمور والأشكال .

كما  إن العلاقة بين التراث والمعاصرة في الفكر النقدي  شأن كثير من المتقابلات  ليست علاقة عداء أو قطيعة او مديح او حيادية ، ولن تكون ، ولا ينبغي أن تكون ،
 وإن الوسطية التي نحملها منهجاً ثابتاً في كل مناحي حياتنا ، ونجعل منها ميزاناً دقيقاً نزن بها أمورنا كلها ، إنما هي منهج ثابت ننطلق منه في كل جوانب حياتنا العلمية والفكرية والفلسفية والتطبيقية ، لا نحيد عن هذا المنهج قيد أنملة ، فقد قالوا : لكل شيء طرفان ووسط ، فإن أنت أمسكت بأحد الطرفين مال الآخر واختل توازنه ، وإن أنت أمسكت بالوسط استقام لك الطرفان ، ونحن مستمسكون بهذا الوسط وتلك الوسطية ، لا إفراط ولا تفريط ولا غلو ولا تقصير .

وفي الخاتمة
نبارك له صدور ديوانه وقصائده إلى النور من قبل منتدى الشعراء والكتاب والمثقفين العرب
نتمنى له التوفيق ودوام التألق والإبداع والتفوق
مع كل التحايا والتقدير والود والإحترام

والسسسسسسلام .


توقيع وقلم : أسامة الدعمي



____________________________


الأول
.. أحيَتْ بيَ الإلهام .. 

................................................ 

قُلبَ الزمان ولم يعد في القلب نيَّةْ
                        أنْ أنثني طوعاً لتكرار الخطيةْ
عانيتُ منها ولم يزل بي جرحها
                       أجهضتُ حملي مثلما تلدُ البغيةْ
مزقتُ اوراقي وعدتُ الى الورى
                     دون المشاعر خلف دمعاتٍ عصيةْ
وعمدتُ احيا لا ابالي فخافقي
                      مَلَّ التوجّع ضمن نصِّ المسرحيةْ
لا شِعر لا احساس لا حلماً لمن
                            عاداه حظٌ ثم خانته الوصية 
ذا شرح حالي مع القصيد رويته
                        سحب من الآلام امطرت الاسيةْ
واتتْ تقول أريدُ منكَ قصيدة
                            كُتِبت بحباتِ البحار اللؤلؤيةْ
وشَّتها ازهار الخمائل بالهوى
                            واودَعَتها نسائما سكرى زكيةْ
قلتُ لمن قالت لسمراءٍ بها
                     حسنٌ احالني بالهوى العاتي سبيةْ
للحلم للإشراق للفجر الذي 
                           فيه قلوب الناس ترتاح هنيةْ
أُكتُب بحرف النور للسحر الذي
                    هامت به روحي فأضحت مجدليةْ
أُكتُب فلو اسرفتَ لن تصف التي
                        عشق الربيع جمال طلَّتها البهيةْ
زِدتُ لمَن؟ قالت لإلهام طغى
                     يهدي النفوس مشاعراً حَرّى نقيةْ
وردٌ به نطقَ الجمال فأصبح
                          للحرف مُلهمهُ واصبح اريحيةْ
وأومأتْ بحرارة الشوق الذي
                             اردى بثينةَ وانثنى للعامريةْ
لإطار يحوي صورة فيها الحلا
                       صرخَ يؤجج نارها روحي النديةْ
تمضي بِلُبِّ العاشقين لتعتلي
                             بكمالها قممَ الإباء السرمديةْ
قالت:ألا يكفيك هذا لترتوي
                          من نبع إلهامِ  المُحيَّا والسجيةْ
من طيب انفاس العبير بخدِّه
                       او سحرِ انسجةِ الرخام المرمرية
قلتُ وقد احيتْ بروحي جذوة
                           احيتُ بها إلهام ينطق ابجديةْ
يكفيني ما شاهدت بالرسم البهي
                         لأعيش باقي العمر أهواه أُخيَّةْ

بقلم : غاصب طعمة

____________________________

الثاني
.. في الغضب تحيا الخطيئة .. 

............................................... 

حوارية بين سمكة وبحر

البحر ... 
رمتُ الصفاء فغادريها مياهي
                     فلقد هجرتكِ في عميق قراري
هدار موجي والهوى زبدٌ طفى
                          والنوُّ بي يلهو بكِ فإختاري
مابين موتٍ في غياهب لُجَّتي
                    او في مَهبِّ الريح في إعصاري

السمكة ... 
هدَّارُ أنت وإنكَ البحر الذي
                         إن هاج يغرق مركب البحارِ
ونسيت أنني سمكةٌ خُلقت به
                          لتشقَّ عاتي الموج بالإصرارِ
يا بحر يا هدَّار إنك موطني
                      وبموجك العاتي ارى استقراري
واراك اضعف حين يكسِرُ موجكَ
                  اقسى الصخور لكي تنال حصاري
فيعود أُنهِكَ صاخبا وانا به
                            ألهو  والقى بعتوهِ  إيثاري
لكن إذا ما رُمتَ نصرا ساحقا
                             واردتَ فعلا دكَّها اسواري
ألفظني خارج موجك ولمرةٍ
                        القى الحِمامَ إذا تركتُ دياري 

بقلم : غاصب طعمة

____________________________

الثالث
.. إلى غالية .. 

................................................ 

ولأنه       بالعشق    عبادةْ
لن اهوى سواكِ ولن اعشقْ .. 

فلقد     مزقتها    اشرعتي
في لججِ العشق لكي اغرقْ .. 

سمرائي وقد ندهت شُغُفي
خَلِّيني   مع  الحلم   الازرقْ .. 

اغفو    تحملني    نُسيمات 
مثقلة      بالعطر     الاعبقْ .. 

فاحت  من  زهركِ  وتجلَّتْ
بفؤادٍ       بالورد        تَعَلَّقْ .. 

خَلِّيني  مع   العبق  الحاني
بأوارِ   هواكِ   هوىً   أُحرقْ .. 

ارتشفُ    رضابه    منتشياً
وبصدرك    سلسالٌ   أُلصَقْ .. 

يأخذني   وجيبه  إن  ضَجَّ
لعوالم   خيرها   قد  أغدقْ .. 

ها  إني   وحُبكِ    مُلهمتي
من   دانٍ   أسمو    لأتسلقْ .. 

أسوار    عروشكِ    سيدتي 
والفوز   لمن   كان   الأسبقْ .. 

بقلم : غاصب طعمة

____________________________

الرابع 
.. فَرَّقونا عنوة .. 

.............................................. 

يا فؤادي لا  تخف لوم البشرْ
إنما    الأحرار   للمولى   ثمر

ها هي الدنيا امامكَ  مسرحٍ
                        تطفح الاحداث فيهِ بالعبرْ
فشقاء   العمر  لن   يبق   به
                    بل سيحيا في شريطٍ من ذِكرْ
فإعشقِ الإنسان قلبي لا تسل
                     يعشقُ الانسانَ من ملكَ النظرْ
واعبرِ الاخطار وأمخرْ بحرها
                   لن ينال المجد من خاف الخطرْ
واترك الادران واهجر رجسها
                   وابتعد   عن   شَرِّها    أنَّ   ظهرْ
علمونا اهلنا كيف الدجل
                          قسَّمونا   لفئاتٍ   بل   زمرْ
انشؤنا حتى نحيا بالفشل
                          عبَّدوا ارض المحبة  بالإبرْ
مزقونا بسم جهلٍ قد خلا
                    من قول حقٍ إلا من حقدٍ ظهر
والتقى شرط له حبٌ سما
                      لا تنبت الازهار ان غاب المطر

بقلم : غاصب طعمة

____________________________

الخامس
 .. الدهرُ خصمٌ .. 

................................................. 

قم   للحياةِ  فإن  دهرك   يرغبُ .. 
ان كان سيفك  في رقابه يضربُ .. 

من  ذا  الذي   يرتاح  في  اكنافهِ
من دون  حربٍ من  تُراه  يكسبُ .. 

كفِّي دموعي  ولا تجودي  بقطرة
فالدهر    خصمٌ  قهره    يتوجَّبُ .. 

لن  يستكين  الدهرُ  اشفاقاً  على
مَن    بات   في    أنَّاته    يتعذبُ .. 

او  يمنح    الايام   صافية    لمن 
عاش    حماماً   مزقته  المخالبُ .. 

ثوري   دمائي   ليس   إلا   ثورة
في  قهر   خصمٍ  هائجٍ   لا ارغبُ .. 

بالعزم   نُرضخُ   دهرنا    فنحيلهُ
سيفاً   ندكُّ  به   الهوان   ونُرهِبُ .. 

بقلم : غاصب طعمة

____________________________

السادس
.. غرام الورد هو الأحلى .. 

................................................. 

دع   للغرام   مُراد   الروح   تلقاهُ
بالعشق  قام يناجي  الورد  مغناهُ

كم من ليالٍ اقمتُ الحرفَ انسجه
                      عبقا  يضوع   بِكُمِّ  الورد   سكناهُ
غزلاً   يَتيه  وما  بالعشق  معصية
                      إن    الغرام   غرام   الورد   احلاهُ
يا عاشقاً  للورد   مازال   يراودني
                      طيفٌ  تربَّع   فوق  القلب   يغشاهُ
ارخى   عليَّا   وقد   جاد    بطَلَّته
                       برداً  من  الورد   مشغولاً   بيمناهُ

بقلم : غاصب طعمة

____________________________

السابع
.. إلى شاعرة بدون شعور .. 

................................................ 

في الصدرِ نار تحرق عمر الصِبا .. 
والصدر  للأحزان  اصبح  ملعبا .. 

ومشاعري باتت تؤرِّق مضجعي
                          لم  يرحم  التفكير  حسَّاً  متعبا .. 
متألمٌ    قلبي   ونبضه     غائبٌ
                         وكأنه   قد   بات  يلتقف   الشَبا .. 
واتت  تعيبني  أن رغبت  بموعدٍ
                        اصبحت منه ومن  رؤاها  الأكئبا .. 
تقول   لي   انَّ   الحياة    بعلمها
                        والعلم   فيها  ان   نعيش    تنقُبا .. 
في الشرق عيشنا واستقينا تراثٍ
                        لسنا   بغربٍ   كي   نزيلَ   تعصُّبا .. 
ولو   إدعينا   تغرباً  في    عيشنا
                        فلسوف  يبدو  الشرق فينا مُكذِّبا .. 
ولقد   اردتها   ان    تسير   بمبدءٍ
                        فيهِ  يكون  العيش   شكلاً  انسبا .. 
ليس    بغربٍ   او    بشرقٍ    إنما 
                        عيشاً   جميلاً     محتواه    تهذُّبا .. 
فالشرقُ  بالاوحالِ تشرق  شمسهُ
                        والغربُ   نحو  العارِ   سار  وغرَّبا .. 
وانا    بقربها    لن   اكن    كمغررٍ
                        بها   او   اكن  يوماً  بحقلها  ثعلبا .. 
لكنهُ   الشعر    الحبيب    وعِشقهُ
                        لها  قد  دعاني  وما ظننته   عائبا .. 
اغواني  اطلب  من فراغها موعداً 
                        ليس  لخطبٍ   بل   لأهدي   كتيبا .. 
غضبتُ  ولكنَّ  الصداقة  لم   تكن
                         لتعيش   يدفنها   التستر     بالعبا .. 
لو  كان شكل  الطهر  ان  لا نلتقي
                         لمضت   آنام  الله   تحيا     ترَهُّبا .. 

بقلم : غاصب طعمة

____________________________

الثامن 
 .. ظبيتي الصغيرة .. 

................................................ 

من ذرى العشق اتتني
                       والهوى شهدٌ يذوبْ
ظبية حلَّت فأضحى
                        مرتع الريم القلوبْ
كان حلمي ملتقاها
                       زهرة مُلِئت طيوبْ
بِتُّ لا عشقا سواها
                        إلَّا   لله     يجوب ... 

قد اتت والروح هامت
فالهوى   صنع   يديها
يا إلهي     أيّ    سحرٍ
قادماً    من    مقلتيها
اي   عبقٍ   من   عبيرٍ 
صَبَّهُ   الباري    عليها
يُغسَلُ   الفجرِ   بعطرٍ
إن  دنا  الفجر    إليها ... 

كل صبحٍ منها  يُهدي
للدُنا     نفح    العبيرْ
إن يَمَسَّ الطرف منها
هَبَّ   بالطيب   الاثيرْ
انجم  الكونِ    تجلَّت
في  مُحَيَّاها   الصغيرْ
وانبرت   تختال  نوراً 
ساطعاً   أَنَّ      تسيرْ ... 

اغمضي العينين حتى
لا يراكِ   إلا      قلبي 
مهرةٍ  تنمو    بعشقي
فوق   مفؤدي  تَخُبِّي
يا صفاء الدهرُ   أنتِ
من دمي القاني أُلبِّي
لو  اردتِ   فإسفحيه
جارياً في أرض حُبي ... 

بقلم : غاصب طعمة

____________________________

 التاسع
  .. للأعراب وليس للعرب .. 

.............................................

القرابةْ
مالقرابة !!!؟؟؟
كذبةُ هي ام دعابةْ ؟؟
ام انها حلمٌ قصير
 ينتهي عند الاجابةْ .. 

يوماً ظننتها غنوة
تضفي السرور على البلادْ
تُنهي همومنا عنوة
وتزيل ألام البعادْ
كنت صغيراً حينها
والعقل ما إمتلكَ الاصابةْ .. 
شعراً وعطراً  صغتها
والقلم لا يدري الكتابةْ .. 
صرحاً وقلتُ بأنه
خالدٌ من يعشقهْ
لم ادري انها عقدةٌ
تأرجحتْ من مشنقةْ . 

بقلم : غاصب طعمة

____________________________

العاشر
.. العشق الدفين .. 

................................................. 

لماذا  يدوم  انقيادي  وابقى
ويبقى انتمائي  هوانكِ يلقى
ويمضي  هوايا  اجَلّ  وارقى
فيلقى  الهوان   ولا يستكينْ ... 

انتمائي شهيد الرؤى الهاويةْ
بأنكِ    أنتِ  الذرى   العاليةْ
وأنتِ  كما  القربة   الخاليةْ
شعارٌ  ولكن  بفعلٍ   ضنينْ ... 

ظننتُ بيوم حدودي سماكِ
وكحلة  عيني   في ملتقاكِ
رميتُ الستار لأخفي أساكِ
ستاراً رقيقاً  من  الياسمين ... 

حلمتُ  وفي  يقظةٍ  بالنهارْ 
بأن     أنتِ    وراء    الستارْ
وصوتك يهمس لي بإفتخارْ
أبَيتُ   عليكمُ   ذُلَّ  السنين ... 

فأدخل  بين  ستار   الورود
لألقى انتمائي درع  الصمود
والقى الاخاء الى  اللاحدود
وفاءٌ   يجمِّلُ   فعلاً   رزينْ ... 

ولكن   حلم   النهار   قصيرْ
ثوانٍ   ويبعد   عنِّي    يطيرْ
ويبقى انتظاري مملاً  عسير
وانتِ    بذُلَّكِ    لا    تلبثينْ ... 

ويبق     ستاركِ   جهلٌ   وطينْ
ووحدةَ شعبي انتهت من سنينْ
واذ   بالشقيق     عدوٌّ     مبينْ
وطيف   الوقارِ  الكذوب  مُهينْ ... 

فأهجر عرش الشعار الجميلْ
وارجعُ  وقلبي   مَلَّ   العويلْ
لبيتٍ  ملاه   الوفاء  الاصيلْ
بقهرٍ  يُمزقُ   عشقي  الدفين ... 

بقلم : غاصب طعمة

____________________________

الحادي عشر
.. لا تبكي يا بلادي .. 

.................................................

بلادي الصبح قد اسفرْ
وبانت  قسوة   المنظرْ

على    خديكِ    لؤلؤة
تموجُ   وجفنك  امطرْ

حزينٌ   قلبكِ   الدامي
وعيناكِ    أساً    تسهرْ

تُرى أُضنيتِ  من  ألمٍ
اصابكِ يا صفا المرمرْ

وانتِ  يشهدُ  التأريخ
دوماً    انكِ    الأنضرْ

بحسنٍ   مالئِ   الدنيا
وعطرٍ  بعضه   العنبر

أيا بلداً  حوت   سبلاً
الى  الإيمانِ  لا   تقفر

نشأت  بأرضكِ  صبَّا 
يهيم بمجدكِ الأعطرْ

ويعشقُ ساحلا تغفو
الرواسي بحضنه الأوثرْ

يغازلها     فتعطيه
الغرامَ برقَّة تسحرْ

وسهل فيكِ يأسرني
بلونٍ دافقٍ أخضرْ

هو الفردوس للآتي
إليه وماؤه الكوثرْ

وبادية بها رسختْ
أوابدَ فَنُّها عَمَّرْ

يشيدُ بمجدكِ الماضي
ليبني في غدٍ أزهرْ

فسبحان الذي سوىَّ
وسبحان الذي صوَّرْ

وسبحان الذي اهدى
رباكِ روعة المظهرْ

دمشقي العلمُ صنعتُكِ
لأنتِ للعلا منبرْ

لكِ في الكون منزلةٌ
سَمَتْ ونبوغكِ المصدر

وفوق علومكِ شرفٌ
له مَن زانه يؤسَرْ

تباهى مَن تعاطاهُ
بأنه يملكُ الجوهرْ

فهل تبكين والنخبُ
بكِ وبعرشكِ القسورْ

دمشقي الخير مُذ وجدَ
بأرض الشام قد أثمرْ

حماكِ الله من قِدمٍ
وأرضكِ بالهدى عَطَّرْ

وسورك    بآياتٍ
أرادَ الله ان تُنشَرْ

بإنجيلٍ إذا نطقَ
على الاكوان قد سيطرْ

ملاحمَ سِلم فاديكِ
ولوحة حُبِّه الأندرْ

وزينكِ     بِمِئذنةٍ
تُكَبِّرُ لإسمه الأقدرْ

وقرآن إذا تُليَ
أزال عنكِ ما كَدَّر

أيا مهد الدياناتِ
ومسرى كل مَن بَشَّرْ

بلادي امسحي الدمع
ولا تخشين ما يُذكرْ

ففيكِ من هدى الإيمان
ما أحيا بنا الحيدرْ

وفيكِ الورد قد اهدى
جمال العبقِ للأجدرْ

أسودٌ شعبكِ الراقي
وفي ساح الوغى الاجسرْ

وفي شعبي صناديدٌ
تجود بالدم الاطهرْ

ترينها إن اتى خطبٌ
بساح الحرب لا تُقهرْ

فهل تخشين من نُوَبٍ
وكلنا رابضٌ يسهرْ

بلادي تهاوت الحملةْ
وصانعُ مجدكِ كَبَّرْ

فمن يلقاه قد نفقَ
وإلا مثخنٌ أدبرْ

يلملم كفره هلعا
وخَزيُ شيوخه مُسفرْ

وهذا الظلُّ في الافقِ
سحاب الصيف لا أكثرْ

سيمضي مثلما مَرُّوا
الكرام ويغلقُ المتجرْ

لأنكِ مهجة الدنيا
وقلب عروبتي الأنضر

وانتِ العزُّ ما بقي
بأرضكِ صقرنا الاسمرْ

يغازل شعبكِ الراقي
بحرفٍ طاب واستأثرْ

غرام قلوبنا فغدتْ
بعشق الله لا تُقهر


بقلم : غاصب طعمة

____________________________

الثاني عشر
.. سمراءِ .. 

................................................ 

وتكلمت 
فإذا الشفاه تلألأت
كالطلِّ فوق النرجسِ ..

سمراءِ
تجمعُ من معين الخالقِ
خمر الحياة
وتُهدِهِ للمحتسي .. 

يا ليتني
اقضي الحياة بقربها
ارنو لسحر جمالها المتجانسِ ..

او إن رأت تمضي
فقد اودعتها
عشقاً 
سيبقى لنلتقي
في مجلسِ .. 

بقلم : غاصب طعمة

____________________________

الثالث عشر 
.. ساعات أرَّقها الجوى .. 

............................................... 

قد اتاني في المنامْ
مقبلاً 
يختالُ شفاف الملامحْ ..
 
عذبَ المُحيَّا
عابقاً بالعطرِ
يا طيبَ الروائحْ .. 

ويا لروعة قده وجماله
تحملهُ انسجة الغمامْ
قد اتاني في المنامْ

قال لي 
اشياءَ افهمها لوحدي
اشعلت
نيران شوقٍ
الهمت
إحساس وجدي
فإنطلقت
في لظى النيران اكتبْ
فلا يفي القول بحقه
عندما
تتقلبُ ضمن اللظى
جمل الكلامْ
قد اتاني في المنامْ

جائت به
ساعات أرَّقها الجوى
من كوكبِ
العشق الجليلْ
لتميدَ
ارضُ العشقِ سكرى بالهوى
ولروعة الملقى الجميلْ
كل صوتٍ
يأتي منهُ
بارقاً يصحو بفجري
يوقظُ الاحساس ناراً 
ترعى ألامي وصبري
وعلى جُرحي انامْ
قد أتاني في المنامْ . 

بقلم : غاصب طعمة

____________________________

الرابع عشر 
.. لن اهاجر .. 

................................................. 

في رأسي تختلط الصورْ
ما بين   صحوٍ  او   مطرْ

والدهر يقطف من  شجي
راتِ  النوى  العيشَ    مُرْ

صوتاً   سمعته    صارخاً 
لا  تترك   البلدَ      انتظِرْ

وكأنما     صوت    الهوى
ليثٌ     جريحٍ  قد    زئرْ

إنَّ     لكَ   في     أرضكَ
في     كل    زاويةٍ    اثرْ

وبكل       ركنٍ      راسمٌ
انتَ    لمن   تهوى  صورْ

وبكل    شبرٍ  من    ترابٍ
مقلة     زرفت         عبرْ

أَراحلٌ      انت       ومن
تهواه     باقٍ        ينتظِرْ

إنسى   الرحيلَ   عاصبٌ
وابقى   لمن  تهوى   وقِرّْ

واصغي الى صوت الهوى
إنَّ      به    شطئٍ    وبَرّْ

وانظر   لمن   هجر الهوى
لغماً       بقلبه      ينفجرْ

رغم     امتلاكه     يسرةً
في الهجر في تركِ  المقرّْ

فالوصلِ     في    اعماقه
وصال     ميتٍ      بالقبرْ

بقلم : غاصب طعمة

____________________________

الخامس عشر 
.. انا لن أجيب .. 

............................................... 

اغلقْ فؤادك  وصلَ مَن  تترقبُ
                     يكفيك    عشقاً  للمنى   يتلهبُ
يا غادتي  عذراً  فإنني   عاشقٌ
                      ومن اصطفى عشقاً له  لايقلبُ
وهبت  قلبي  منذ   اعوامٍ    له
                     والقلب لو وهب الهوى لا يكذبُ
في خافقي عاش حبيبٌ  اسمرٌ
                     اعطيه  روحي  سبيةً  لو يطلب
غيثٌ   اذا  هطلَ   بوادٍ     مقفرٍ
                     جعلَ   الزهور   بقاعه     تتوثبُ
لا تسأليني       عن   جماله   إنه 
                    ضوءٍ  لنورِ الشمس  نوره   يغلبُ
لا تسألي   كيف اصطفيت وداده
                    انا لن  أجيب   فخافقي لا يرغبُ
يكفيكِ علما   أنَّ  من طبع  الهوى
                    لو  صادف   الاهوال    لا يتجنبُ
فدعي الملاعب يا صغيرتي  إنني 
لستُ  كما   وصفَ رواتكِ (لاعبُ)

بقلم : غاصب طعمة


_____--____--_____--_____--_____


ديوان الشاعر السوري غاصب طعمة بعنوان :
( عندما يُغني الألم ) 
جميع الحقوق محفوظة في 
منتدى الشعراء والكتاب والمثقفين العرب