< دُموع جَدتي >
---------------
---------------
دُموع جدتي
حمَلتْ اثقالها ومَشتْ على النارِ واللهبِ
تساقطتْ دُموعها بِغزارةِ المطرِ
وأصبَحتْ نَظراتها حائرةً بِمفرَقِ الطرقِ
يافا بعيدةٌ ورحيلها كقلبٍ معتصرِ
أقدامها عاريةٌ والترابُ دمٌ قانئِ
أغتصبوا أيقونةَ عمرها
لا بيت ولا وطنِ
أطفالها خلفها فروا من جزارٍ ومغتصبِ
نَصبوا لنا خِياماً وقَبضوا الثمنِ
والمُرضعات جفت نهودهن
وتساقط الدمع بفمِ رضيعٍ جائعِ
فَبكتْ السماء بحوراً أغرقِ
وتبسمَ الملوكُ كَذِئبٍ حاقدِ
عَربٌ أصموا أذانهمْ
حاكمٌ كسيح وفاقد البصرِ
ومازالتْ تنتظرُ الرجوع جدتي
مِفتاحُ بيتها عَصاتُها
تمشي على جِراحها كَلبوةٍ وخيلٍ أبجرِ
حفيدها إقتلع أوتادَخيمتها
واعلنَ ثورة الرصاص والحجرِ
نحنُ عائدون قريباً ياجدتي
نظرتْ إليه ونطقت باللسان خذ بوصيتي
أنا راحلة وفلسطين كل ذاكرتي
توشح بالبندقية والقلمِ
وإجعلها ثورة العودة كنسرٍ حلقَ كمعراج محمدِ
خذ مفتاح أقصانا فهو أسير زمنٍ اجربِ
وإحمل رفاتي وواريني الثرى
في أرض أجدادك إبراهيم وأحمدِ
هذهِ وصيتي يا عيني وكُحل مقلتي
وصيتك بقلبي مفتاح ذاكرتي
إما الشهادة أو العودة إلى وَطني
____________________
بقلم :
نبيل شاويش / فلسطين
____________________
بقلم :
نبيل شاويش / فلسطين

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق