الاثنين، 4 ديسمبر 2017

حلم ... بقلم : لينا سرحان




《 حلم ..... 》

سنونواتٌ ... سنونوات
تحلِّق تطيرُ تغنِّي أغنيات
أتمسَّك بريشها ، ألتصق ببطونها البيضاء
أجوب السّماوات
رياحٌ ،، غيومٌ
شمسٌ حارقةٌ ، غسقٌ طويلٌ .. طويلْ
الغيوم تتمدّدْ
السّماء تتّسعْ
القلب ينعصرْ
وأنا وحدي سنونٌ وحيدٌ ضائعٌ في اللّاشيء
أتتبّع الرّياح وأنتثر كما غبار ٍ خانق ٍ
أتسربل في حلقي وأتشكّل جناحين منفصلين
وبين الأوّل والآخر فضاءٌ شاسعٌ من الزُرقةِ
أمدُّ عينيَّ لما وراء دهشتي
أسدُّ فمي بأجرام النّيزك
أحشوه صمتاً و هدوءاً
شيءٌ ما يشدُّ جسدي وينزعني من نفسي
الثُّقب الأسود يلتهمني كما رغيفُ خبزٍ يابس ٍ
يغصُّ بمنتصف رأسي
يتقيَّأني هواءاً بارداً
أدورُ ، أنقلبُ رأساً و أسفلاً
أرتمي في وحل الظّلام
أُردمُ في حُفرة ٍ كما قبر ٌُ ضيّق
الدُّودُ يلتهم نفسه
العشب يبدو أُرجوانيَّاً
والصَّخرة الكبيرة هي أنا
لا شيء يتقبَّل ثِقَلي ، لا علقةً تحتمل مرارة دَمِي
ولا يُبساً يقوى على عطشي
سنونواتٌ ،، غُربانٌ
بومةٌ كبيرةٌ تلتهم عينها الرابعة
ثلاثةُ عيون ٍ تلتفُّ حولي
أربعة .. عشرون لا رقم يحصي عددها
همسٌ ، حديثٌ
صراخٌ ، ضجيجٌ
زلزالٌ يهزُّ الأرض ، يُشقِّقُها
والماء يشوي الهواء
يدٌ عملاقةٌ كبيرةٌ تعتصرني ، قدماي مازالتا

هناك
عيني تتدحرج من الثُّقب الصّغير ،
ويداي النّحيلتان تتحوّلان إلى .. حبرْ
ريشٌ ، طيورٌ
جرذانٌ ، فراشاتٌ
لا شيء سوى ضوءٍ خافتٍ يلمع ويحرّك

الصّفحة الأخيرة من الرِّواية
هي ذاتُ الشَّعرِ الأملس ، تتكوّر على نفسها
تنعقد ألفيّ مليون عقدة ٍ من الوحدة
تمدُّ جِزْأَها الممزّق من فوّهة السّطر
وتنزلق على الوسادةِ لِتعانق دمعها الباردِ
وتنام ......!

بقلم : لينا سرحان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق