الاثنين، 19 فبراير 2018

ياربِّ كم لي .. بقلم : الشاعر الدكتور محمد القصاص



يا ربِّ كم لي
 قصيدة
 بقلم الشاعر الدكتور محمد القصاص
يا رَبِّ كم لي في الشَّقاء مَهــــازِلٌ *** هَمٌّ يُؤرقني وآخرَ راحــــــــــــــــِلُ
لا أدرِ هلْ تصفو الحياةَ لشَـــارِبٍ *** يوما وهلْ يرضى المهانَةَ عاقِــــــلُ
 إني وقد عشتُ الحياةَ مناضــــــلا *** عمرا فهل يرضى الهَوَانَ مُناضِـــلُ
 منذُ التقيتُكِ كنتِ أولَ عَثْــــــــــرَةٍ *** فيها تحوَّلَتْ الحياةُ مَهَــــــــــــــازلُ
 ساءت حياتي بالكآبة لــــــــم أرى *** صفوا فجاءتني الهمومُ نــــــــوازلُ
 قد عشتُ في ظلِّ المهانةِ والأسـى *** ما بين علامٍ وآخرَ وجاهــــــــــــــلُ
 إما اغترابا لا يُطاقُ وعيشـــــــــةً *** سَاءتْ وقلبي بالسعادة قاحـــــــــــلُ
 قد أصبحت عيني من زيغ الهوى *** تعشو عن الدنيا وجسمي ناحـــــــلُ
 وقد اتخذتك في المحيطِ شواطئـــا *** تُؤي مراكبَنَا وقلبَكِ ساحِــــــــــــــلُ
 في الشَّاطِئ الغربيِّ ليت لقاؤنَــــا *** يحلو ولكن نتقي ونُجامِــــــــــــــــلُ
 كنا جَميعَا بل تَفَرَّقَ شَمْلُنَـــــــــــا *** عبثا وقلبي بالبلاهة غافِـــــــــــــــلُ
 حتى افترقنا مُتَّقِينَ فظَاظَــــــــــةً *** والبغيُ طبعٌ من لئيمٍ حَاصِـــــــــــلُ
 قد عشتُ عُمرا والضَّيَاعُ يحفـني *** سُوءَ العَذابِ وأنتَ أنتَ الفاعِـــــــلُ
 لم أدر ما طيب المنام على النوى *** لم تُبقي مادونَ المذلةِ فاصِـــــــــــلُ
 ما إن عرفتكَ قد هَدَمْتَ سَعادتــي *** وزعَمْتَ أنَّكَ عن حمايَ تُقَاتِــــــــلُ
 جاهدْتَ نفسَك كي تَزيدَ شقاوتـــي *** سُوءا فهل يرضيكَ أنَّكَ قاتِــــــــــلُ
 خَدَعُوكَ أعداءُ الوفاءِ فأقفــــــرتْ *** منكَ الجَوانحُ لم يعدنَ أواهِــــــــــلُ
 يا ويحَ نفسي كم تَباتُ على الظَّما *** والمَاءُ من حولي نَمِيرٌ سائــــــــــلُ
 اعلمْ وحَقِّ اللهِ ما بَلغَ العُـــــــــــلا *** نذلا ، وما حازَ الكرَامَةَ سَافِـــــــلُ
 أما الملماتُ التي قد نلتُهـــــــــــــا *** عَظُمَتْ وأنفاسي بها تَتَثاقَـــــــــــلُ
 فإذا عذرتُكَ فالأسى في أضلعـــي *** ما زالَ قدامي عظيما ماثِــــــــــــلُ
 يا حيرتي إنِّي لأزهار النـــــــدى *** أُصْغِي وطبعُك للندى يَتَجَاهـــــــلُ
 سُحْقا لأيَّامِ القطيعَةِ ليتهـــــــــــــا *** أفَلتْ وغيري بالقطيعَةِ رافـــــــــلُ
 حسبي فطبعُكَ بالصُّدودِ تشوبــــهُ *** مع أن طبعي بالمحبة عَــــــــــادِلُ
 عشنا حياةً كالجحيم عهدتهـــــــــا *** زمنا وقلبكَ باللئامة حافِـــــــــــــلُ
 رُبَّ امريءٍ يُقْصِيكِ حتى لا تَرى *** غير التجنِّي مثلَ حكمك باطِــــــلُ
 ما زلتِ تُبدينَ الأسى بسَفَاهَــــــةٍ *** فالحِقدُ طبعُكِ بلْ وشُغْلٌ شَاغِــــــلُ
 ما بالُ هذا الغدرُ عندك والأســـى *** يعلو وصَحبكَ غادرونَ عَـــــواذِلُ
 لا تأملي مهما انتظرت فمنهمـــــو *** غدرٌ ومني رِقَّةٌ وَشَمائِــــــــــــــلُ
 فتذكري أنَّ الحياةَ قَصيــــــــــــرَةٌ *** والصَّفْوُ يوما لا مَحَالَةَ زائِــــــــلُ
 والكُلُّ يَسعى للنعيمِ بجهــــــــــــدهِ *** قد لا يُحقِّقُهُ بحظٍ فاشِـــــــــــــــــلُ
 ما كلُّ من أمِنَ العَواقبَ سالمــــــا *** أو كُلُّ من يَصْفو لأنثى عاقِـــــــلُ
 يَقضي الحياةَ بطبعهِ متأمِّــــــــــلا *** لا يرعوي من عاش فيها جاهـــلُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق