الجمعة، 15 مايو 2020

مـا أقـســاكَ يا فـجـــرُ ... بقلم : علي محمد النصراوي


<  مـا أقـســاكَ يا فـجـــرُ  >
-------------------------
بمناسبةِ استشهادِ أمير المؤمنينَ علي بن أبي طالب (ع) 


وأبلـــجَ الفجــــرُ ، مـا أقســــاكَ يا فجــــرُ ..
فقـد أبحـــتَ دمــاءً عمرُهـا الـدّهــــرُ
فاسْـتصْـرختْـــكَ ريـــاحُ الغـــدرِ ســــادرةً ..
لمّــا أنـــاخَ علـى محـرابِــكَ الغـــــدرُ
فاستُشهِــدَ العـــدلُ ، لا عــــدلٌ يناظــــرُهُ ..
وأُغمِــدَ السّيــفُ مـا في وسعِــهِ كـــرُّ
سيــفٌ إذا جــــدَّ فـي الميـــدانِ زلـزلَـــهُ ..
مـا ضـــرّهُ عــارضٌ أو مسّــــهُ نُكــــرُ
لا يعــرفُ الـوهـنَ حيـنَ البأسِ صارمُـهُ ..
حتّـى أفاقــتْ على ضــربٍ لــهُ بــــدرُ
وكـم أراحَ رؤوسَ القـــومِ مـن سَفَـــــهٍ ..
( بـأحـــدَ ) لمّــا تجلّـى سيفُــهُ البكـــرُ
وقــد بـــرزتَ لعمْــرٍ حينمـــا نَكَصَـــتْ ..
عنــهُ الـرّجــالُ ، وأنـتَ الفارسُ الوِتــرُ
ومـا أَرَحْــتَ جيــاداً عـن مقاصـدِهــــا ..
بيـــومِ خيبــرَ حتـى أسفــــرَ النّصــــرُ
ما غــرَّهُ مـن هـوى الدنيـا زخارفُهــا ..
أو ســــرَّهُ إمـــــرةٌ فيهـــا ولا حُمــــرُ
لـم يشــقَ إنْ أقبلـتْ أو أدبـرتْ صَلَفـاً ..
فقــد تسـاوى لديـهِ التّــربُ والتّبــــرُ
لكنّمــا جـــرتِ الأقــــــدارُ في فَلَــــــكٍ ..
يسقي الهــوانَ وفـي أقـداحِـــهِ المــرُّ
وقـد سمـا بكَ عفـوٌ في السّمـا رُتَبـــاً ..
كـأنَّ عفـــوَكَ فـي سفــرِ العــلا بحـــرُ
وأسـرجـتْ لِلِقــا الأمــلاكِ راضيــــةً ..
روحٌ تسـامـتْ وما أخفـى اللقــا ستـــرُ
فالعلــمُ والحلــمُ والإقـدامُ شـرعَتُــهُ ..
والجـودُ ، وا عجبــاً ، قـد ضمّهـا قبــرُ
قبـرٌ كـروضٍ إذا طافَ الحجيـجُ بـهِ ..
تضـوّعَ المسـكُ ، لـو في روضِـهِ مـرّوا
__________________________

بقلم :
علي محمـد النصـراوي / العراق