الثلاثاء، 13 مارس 2018

سأرحلُ لكن إلى أين .. بقلم : اسامه الدعمي


أيا دَهرٌ روّيدَكَ فْينا والجَميلُ تلاشى ..
....................... متى نهنأ ويسرُ القلبَ إنتعاشا ..

كُثرٌ من هم تعساء في هذه ، الأرض
........................ وانسْ السعداءَ تُدفقُ الأعراشا ..

خذ مع أيامهم مآسيَّهم التي ، باتت
....................... تنهشَهم ويستبدَ الظلامُ رِعاشى ..

لكن عبثاً أسألك ويفلُتْ الوقتُ ، مني
.......................... ويفرُ تمهلي لا محالَ نِقاشا ..

فلنعشق إذاً ونكتبْ ونُنعمْ
.................. ليسَ للإنسانِ مرفأ ولا الزمانُ كِباشا ..

فالزمانُ يجري ونحنُ نمرّ أبداً
..................... ونأمل نطيرْ بسرعة الأيامِ هِشاشا ..

ألا أيّها الدهرُ الحاسدُ هل لنا 
.................... لساعاتِ النشوةَ دونَ حسابِ طياشى ..

ثمَ ماذا هل لنا على الأقلْ تخليدُ
..................... ذاتُنا التي انقضت ونحنُ عطاشى ..

أفلن يعيدُها لنا يوماً من جديدٌ 
................ هذا الدّهرُ الذي محاها جهراً وتماشى ..

ماذا تُرانا نفعلْ وقد أُبتلَعتْ
.................... تلكَ النشوات العظيمةُ فيها يُطاشى ..

( سأرحلُ لكن إلى أين ) وقد عزِمتْ
.................... الزهورُ ، والوجوه تستحيلُ كماشا ..

سيصعب عليَّ أن أعرفُ نفسي
.................. في الظلامِ الدامسِ وبريقُ لونَ القِمَاشا ..

سأمدُ أعينَ فيروزاتي بالعزاءْ
.................. وحينَ تبردُ أخاصمي تستليدُ  حِراشى ..

ليس في وسعي إيقافها يوماً
...................... ما لن تعودُ فبعض الأشياءِ رياشى ..

سيَتَساءلونَ عن أهميتي ولكنْ 
................. عليَّ أن أحفظُ أيامي كالفاكهةِ جِهاشى ..

هم الآن  لا شيء  وها أنا ، حتى 
................... أُخالهم دونَ آباءٌ أو أمهات جِحاشى ..

ينقبونْ عن الجذورِ بين المعادنِ
........................ بل أكادُ أراهم من الدودِ نِهاشى .. 

أتوقُ إلى بلدٌ يكون صافياً
...................... ولكل  شيءٍ يكون الطلبُ جياشى ..

البلدْ الذي تغدو به جميعُ آمالُنا
................ محققةٌ بعجبٌ وتسقطُ أغلالُنا طِشطاشى ..

البلدْ الذي نُبرِّد فيه جَبهتُنا
......................... النازفةُ بندى من قمرٌ أوباشا ..

كانت حياتي وهماً سخياً ولكنْ
................... شيئاً وحيداً وجدتهُ ربحتُ الفِراشا ..

من دونَ إظهارِ مشاعرُ الفرحِ مثلما
.................... هو متبعٌ لدى شعبٌ منفتحُ المواشا ..

الحلمُ بإلغائهُ للزمن يلغي الموتْ
................... والموتى يستغلونَ ذلك بكلِ إندهاشا ..

استيقظتُ وأنا أقول لنفسي ، إن
 ............... المرء لا يبعثُ من الموت دخيلاً يحاشى ..

كل رغبةٍ تُبعث في داخلي رغبةٍ 
.................... مضادة، بحيث مهما فعلت أُعاشا ..

لكنني سأرحلُ لا خوفاً ولا ملقاً
................... وأُخفي من جَّسدي جروحاً وأخداشا ..

_________________________

( سأرحلُ لكن إلى أين )
بقلم :
اسامه الدعمي    9 / 3 / 2018